للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هو الجلباب، قال: فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فتقول: {وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ} قال: إثبات الجلباب) (١).

- ماحكاه البيهقي عن شيخه أبي عبدالله الحافظ [الحاكم] قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الرازي يقول: (حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي، وقدمت امرأة زوجها إليه، فادّعت عليه مهرها خمسمائة دينار، فأنكر الرجل، فقال وكيل المرأة: قد أحضرت شهودي، فقال واحد من الشهود: أنظر إلى المرأة. فقام وقامت، فقال الزوج: يفعل ماذا ينظر إلى امرأتي؟! قالوا: نعم. قال: فإني أشهد القاضي أنّ لها علي مهرها خمسمائة دينار كلها ذهباً عيناً مثاقيل، ولا تسفر عن وجهها، قالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبتها له. قال القاضي: يكتب هذا في مكارم الأخلاق) (٢)، وكان ذلك سنة (٢٨٦).

المسألة الثانية: أدلة القائلين ببدعية أو عدم مشروعية النقاب (٣):

١/ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى وجوه النساء سافرة في المواسم، والمساجد، والأسواق، ولم يُروَ عنه أنه أمر بتغطيتهن، ولسنا بأَغيَر على النساء من الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.


(١) أخرجه سعدان في جزئه (٦٠) ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (١٣٥٣٤)، قال سعدان: حدثنا سفيان [ابن عيينة] عن عاصم الأحول قال: كنا ندخل … إلخ، وهذا إسناد صحيح، وسعدان بن نصر بن منصور أبو عثمان الثقفي البزاز، اسمه سعيد، والغالب عليه سعدان، قال الدارقطني: (ثقة مأمون). انظر: تاريخ بغداد (١٠/ ٢٨٣).
(٢) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (١٠٣١٣) ورجاله ثقات، وانظر: تاريخ بغداد (١٥/ ٥١)، وتاريخ دمشق (٦٠/ ٣٩٤).
(٣) لست هنا في صدد ذكر أدلة من يرى عدم وجوب ستر المرأة لوجهها عند أمن الفتنة؛ وإنما أدلة عدم المشروعية، أو البدعة، مع أن أكثر مايستدلون به ليس فيه حرف واحد يدل على البدعية، ويمكن مناقشته في عدم الوجوب، ومن أعجب ماوقفت عليه من الاستدلال على كشف المرأة لوجهها، هو استدلال وزير الأوقاف المصري د. محمود زقزوق: (ولأهمية الوجه وتعبيراته في إمكان التواصل بين الناس يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» … إن ظاهرة إغلاق نافذة التواصل بين الناس لدى فئة من الناس متمثلة في إخفاء الوجه، أو مايسمى بالنقاب، بدأت تنتشر بشكل ملحوظ في كل مكان … إلخ). كما في مقدمة كتاب: "النقاب عادة .. وليس عبادة" ص (٩ - ١٠)، وهذا الكتاب وزعته وزارة الأقاف المصرية على خطباء المساجد، لعرضه في خطب الجمعة كما في صحيفة "دنيا الوطن" بتاريخ (٢٩/ ١٢/ ١٤٢٩) هـ، وفي (٢٣/ ٦/ ١٤٣٠) هـ وزير الأوقاف د. زقزوق يقرر طبع (١٠٠) ألف نسخة من الكتاب، وتوزيعه للجهات ذات التأثير في فكر المجتمع، وذلك بعد أيام قليلة من قرار المجلس الأعلى للأزهر بحظر النقاب داخل المعاهد والجامعات الأزهرية، كما في صحيفة "مصرس" و "اليوم السابع".

<<  <  ج: ص:  >  >>