للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الأول: صورة المسألة وتحرير محل الشذوذ]

النقاب لغة: النّقب في الأصل يدل على فتحٍ في شيء (١)، والنِّقاب: (القناع على مارن الْأنف) (٢)، و (إِذا أدْنت المرأةُ نقابها إلى عينيها فتلك الوصوصة (٣)، فإن أنزلَته دون ذلك إلى المِحْجَر (٤) فهو النِّقاب، فإنْ كان على طَرفِ الأنفِ فهو اللِّفام، فإنْ كان على الفم فهو اللِّثام) (٥)، فالنقاب في اللغة على وجوه (٦).

أما الانتقاب في الاصطلاح: فهو تغطية الوجه بالنقاب (٧)، بأن تغطي وجهها بالخمار وتجعل لعينيها خرقين تنظر منهما (٨).

والنقاب معروف في الإسلام، وكان المقصود به النظر إلى الطريق (٩)، فلا يبدو من وجه المرأة إلا قدر الحاجة؛ للنظر دون توسّع بإظهار المحجر، أو الوجنة، وهذا وجه قول محمد بن سيرين: (النقاب


(١) انظر: مقاييس اللغة (٥/ ٤٥٦).
(٢) المحكم والمحيط الأعظم (٦/ ٤٥٣).
(٣) (إذا ضاقَ ثُقْبَا البُرقع فهو وَصْوَاصٌ، وأصله من الوصْوَصة، وهو النظر في تغميض). التلخيص في معرفة أسماء الأشياء ص (١٥١).
(٤) (ومحجر العين: ما دار بها وبدا من البرقع من جميع العين، وقيل: هو ما يظهر من نقاب المرأة، وعمامة الرجل إذا اعتم، وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن). لسان العرب (٤/ ١٦٩).
(٥) نقله عن الفراء أبوعبيد القاسم بن سلّام في الغريب المصنف (٢/ ٤١٤)، وانظر: لسان العرب (١/ ٧٦٨).
(٦) انظر: تهذيب اللغة (٩/ ١٦٠).
(٧) انظر: المصباح المنير (٢/ ٦٢٠).
(٨) مرعاة المفاتيح (٩/ ٣٤٢).
(٩) قال ابن تيمية في الفتاوى (١٥/ ٣٧١): (وقد ذكر عبيدة السلماني وغيره أن نساء المؤمنين كن يدنين عليهن الجلابيب من فوق رؤوسهن، حتى لا يظهر إلا عيونهن؛ لأجل رؤية الطريق).

<<  <  ج: ص:  >  >>