١/ القائلون بوجوب الأخذ بالحساب في الإثبات والنفي:
- المحدث أحمد شاكر (ت ١٣٧٧)(١)، أوجب إثبات الأهلة بالحساب
(١) قال في "أوائل الشهور العربية" ص (١٤ - ١٧): (وإذا وجب الرجوع إلى الحساب وحده بزوال علة منعه، وجب أيضاً الرجوع إلى الحساب الحقيقي للأهلة، واطّراح إمكانية الرؤية وعدم إمكانها، فيكون أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ولو بلحظة واحدة … لقد كان للأستاذ الأكبر الشيخ المراغي … رأيٌ في رد شهادة الشهود، إذا كان الحساب يقطع بعدم إمكان الرؤية، كالرأي الذي نقلته هنا عن تقي الدين السبكي، و أثار رأيه هذا جدالاً شديدًا، و كان والدي و كنت أنا و بعض إخواني ممن خالف الأستاذ الأكبر في رأيه، و لكني أصرح الآن بأنه كان على صواب و أزيد عليه وجوب إثبات الأهلة بالحساب، في كل الأحوال، إلا لمن استعصى عليه العلم به … فقولي هذا يكاد ينظر إلى قول ابن سريج، إلا أنه جعله خاصًا بما إذا غم الشهر فلم يره الراؤون، وجعل حكم الأخذ بالحساب للأقلين، على ما كان في وقته من قلة عدد العارفين، وعدم الثقة بقولهم وحسابهم، وبطء وصول الأخبار إلى البلاد الأخرى، إذا ثبت الشهر في بعضها، وأما قولي فإنه يقضي بعموم الأخذ بالحساب الدقيق الموثوق به، وعموم ذلك على الناس، بما يسر في هذه الأيام من سرعة وصول الأخبار وذيوعها. ويبقى الاعتماد على الرؤية للأقل النادر، ممن لا يصل إليه الأخبار، ولا يجد ما يثق به من معرفة الفلك ومنازل الشمس والقمر، ولقد أرى قولي هذا أعدل الأقوال، وأقربها إلى الفقه السليم، وإلى الفهم الصحيح للأحاديث الواردة في هذا الباب)، وقد أكّد رأيه ذلك في مقال له بعنوان: "صدى النقد-تعقيب على نقد ودرس للمنقود قبل الناقد" ومماقاله: (كان من رأيي التمسك بالرؤية وحدها، و كان ذا رأي والدي الشيخ محمد شاكر -رحمه الله-، و كتب فيه وشدد، ثم بدا لي غير ذلك في حياة أبي، فنشرت رسالة صغيرة … فلم أجد غضاضة على والدي رحمه الله -في علمه و فضله الذي يعرفه الجم الغفير من الناس- أن أعلن في كتاب منشور خلاف رأيه و رأيي، و الرد عليه و على نفسي). "جمهرة مقالات أحمد شاكر" (١/ ٣٧٣ - ٣٧٤)، هذا هو المشهور عنه، ومع صراحة رأيه في الرسالة وتأكيده له بالمقال، إلا أن د. بكر أبو زيد قال في فقه النوازل (٢/ ٢٠٤): (تعقبه الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري ببحث سماه: "لو غيرك قالها يا أستاذ"، ثم رأيت لدى الشيخ إسماعيل خطاباً من الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- يعتذر فيه إلى الشيخ إسماعيل وأنه إنما نشر رسالته لإثارة البحث بين أهل العلم وإلا فليس له رأي بات في المسألة).