فالصواب أن العلة والله أعلم ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة، والحالة المنافية للعبودية منافاة ظاهرة، ولهذا علل النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنها للكفار في الدنيا، إذ ليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها، فلا يصلح استعمالها لعبيد الله في الدنيا، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته، ورضي بالدنيا وعاجلها من الآخرة). (٢) انظر: البيان والتحصيل (١٨/ ٥٤٠)، اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ٣١٦) وسيأتي نص كلامهما قريباً. (٣) انظر: المبدع في شرح المقنع (١/ ٤٧)، كشاف القناع (١/ ٥١). (٤) من الآية (٢٨٣) من سورة البقرة، قال الشنقيطي: (قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ} لا مفهوم مخالفة له; لأنه جرى على الأمر الغالب؛ إذ الغالب أن الكاتب لا يتعذر في الحضر، وإنما يتعذر غالباً في السفر، والجري على الغالب من موانع اعتبار مفهوم المخالفة). أضواء البيان (١/ ١٨٥). (٥) قال في المغني (١/ ٥٦): (بل إذا حرم في غير العبادة ففيها أولى).