للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقول الشيخ الألباني: (أنا أعرف جيداً أن هذا الحديث كان ميتاً، حديث: «لاتصوموا يوم السبت إلا فيم افترض عليكم» كان ميتاً، أي: كان مهجوراً، كان مجهولاً عند الناس) (١)، (أمّا النّهي عن صوم يوم السّبت فهذا كان مجهولاً، كان مطويّاً، كان نسياً منسيّاً) (٢).

ونوقش هذا الاستدلال:

- بأن (المسألة خلافية، الخلاف فيها عريض، فلا يصح بحال ادعاء أن القائل بأحد الأقوال مخالف للجماعة … ونحو ذلك من عبارات صادرة عن التسرع) (٣).

- وراوي حديث النهي عن صوم السبت هو سلف هذا القول (٤) فقد قال ثوبان، مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسئل عن صيام يوم السبت، قال: سلوا عبد الله بن بسر، قال: فسئل، فقال: (صيام يوم السبت لا لك ولا عليك) (٥).

- قال الطحاوي: (ذهب قوم إلى هذا الحديث، فكرهوا صوم يوم


(١) سلسلة الهدى والنور الشريط (١٠٠٦).
(٢) سلسلة الهدى والنور الشريط (٣٦٦)، وأستبعد أن يكون قصده أن الحق كان مطموراً عن الأمة ولم يعرفه إلا هو.
(٣) زهر الروض للحلبي ص (٩)، وقد أورد قبل ذلك هذا البيت: (وكم من عائب قولاً صحيحاً **وآفته من الفهم السقيم) قال: (وفي رواية .... من الحقد القديم)، ولعل هذا لا يليق، والعلم أن يثبت من وافقه من السلف ولم يثبت.
(٤) ذكر الشيخ هذا في مناقشته لعبدالمحسن العباد حين سأله: (هل تعلمون أحداً من العلماء قال: إنه لايجوز صيام يوم السبت تطوعاً مطلقاً لا منفرداً ولا مقروناً بغيره؟). سلسلة الهدى والنور الشريط (٣٦٦)، وقد ذكر الشيخ في بعض المواضع ماذكره الطحاوي من كراهة بعضهم لصوم السبت باعتبارهم سلف له كما في "جلباب المرأة المسلمة" ص (١٧٩)، وذكر في موضع ثالث أنه لا يحتاج معرفة السلف إذا كان الحديث واضحاً كما سيأتي.
(٥) أخرجه النسائي في الكبرى (٢٧٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>