(٢) انظر: التعليق السابق، وفي صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٦٠٧) قال: (ظهر لي أنَّ الأقرب أنَّه لا يشرع صيامه مطلقاً إلا في الفرض، مشياً مع ظاهر الحديث)، و هناك تسجيلات ومناقشات صوتية عديدة للشيخ يقرر فيها هذه المسألة ومن أشهرها مناقشة الشيخ عبدالمحسن العباد له كما في سلسلة الهدى والنور الشريط رقم (٣٦٦)، ومما قاله الألباني في الدقيقة (٣٧: ٥٨): (النّهي عن صوم يوم العيد معروف لدى عامّة العلماء بل وعامّة طلاّب العلم، أمّا النّهي عن صوم يوم السّبت فهذا كان مجهولاً، كان مطويّاً، كان نسياً منسيّاً، هذا هو الفرق، وإلاّ نهي الرّسول -عليه السلام- هنا وهناك واحد، بل أقول إنّ نهيه عن صيام يوم السّبت آكد من نهيه -عليه الصّلاة والسّلام- عن صوم يوم العيد ذلك؛ لأنّ نهيه المتعلّق بصوم يوم العيد لا شيء أكثر من: نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صوم يوم العيد، أمّا النّهي عن صوم يوم السّبت فمقرون بعبارة مؤكّدة لهذا النّهي، ألا وهو قوله: «ولو لم يجد أحدكم إلاّ لحاء شجرة فليمضغه» أي فليثبت إفطاره لهذا اليوم اتّباعاً لأمر الرّسول -عليه السلام- هذا التّأكيد إن لم يجعل نهيه -عليه السلام- عن صيام يوم السّبت أرقى وأعظم وأخطر من صيام يوم العيد فعلى الأقلّ أن يجعله مساوياً له … وفي زعمي -وأعني ما أقول- في زعمي أنا خير وأهدى سبيلاً وأقوم قيلاً حينما لا أصوم يوم السّبت من ذاك الّذي يصوم يوم السّبت كيوم من أيّام السّتّ، لماذا؟ لأنّني لم أترك صيام السّبت هوى و ابتداعاً في الدّين، وإنّما تركته لله تبارك وتعالى ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كما تعلمون «من ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه».