للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقد جاء في الحديث المتفق عليه: «الفطرة خمس» وذكر منها: «الختان» (١)، ومعنى الفطرة هنا عند أكثر العلماء: أنها من سنن الأنبياء - عليهم السلام- (٢)، ولايختص ذلك بالرجل كما لايختص نتف الإبط، وحلق العانة، وتقليم الأظفار به، قال الإمام مالك: (من الفطرة ختان الرجال والنساء) (٣)، (وأجمع العلماء على أن إبراهيم -عليه السلام- أول من اخْتَتَن) (٤)، وقد جاء في الصحيحين مرفوعاً: «اختتن إبراهيم النبي -عليه السلام-، وهو ابن ثمانين سنة بالقَدُوم» (٥)، وهذا الاختتان من الكلمات التي ابتلاه الله بهن (٦).


(١) رواه البخاري (٥٨٩١)، ومسلم (٢٥٧)، وفي رواية لهما «أو خمس من الفطرة» وهي مفسرة لرواية الحصر، قال ابن دقيق: (وقد ورد في بعض الروايات الصحيحة أيضاً: «عشر من الفطرة»، وذلك أصرح في عدم الحصر، وأنص على ذلك). إحكام الأحكام (١/ ١٢٤).
(٢) انظر: معالم السنن (١/ ٣١)، شرح النووي على مسلم (٣/ ١٤٨).
(٣) الاستذكار (٨/ ٣٨٨)، وانظر: التمهيد (٢١/ ٦١).
(٤) التمهيد (٢١/ ٥٩)، تفسير القرطبي (٢/ ٩٨).
(٥) أخرجه البخاري (٦٢٩٨)، ومسلم (٢٣٧٠) قال النووي في شرحه لمسلم (١٥/ ١٢٢): (رواة مسلم متفقون على تخفيف «القَدُوم» ووقع في روايات البخاري الخلاف في تشديده وتخفيفه … فمن رواه بالتشديد أراد القرية [بالشام] ومن رواه بالتخفيف يحتمل القرية والآلة [آلة النجار]، والأكثرون على التخفيف وعلى إرادة الآلة)، قال ابن حجر في الفتح (٦/ ٣٩٠): (والراجح أن المراد في الحديث الآلة).
(٦) قال الشنقيطي في الأضواء (٧/ ٤٦٩): (الأصح في الكلمات التي ابتلي بها أنها التكاليف) وقد صحّ عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (ابتلاه الله بالطهارة: خمس في الرأس، وخمس في الجسد. في الرأس: قص الشارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسواك، وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء) أخرجه عبدالرزاق في التفسير (١١٦)، ومن طريقه ابن جرير في تفسيره (٢/ ٤٩٩)، وغيرهما، قال ابن القيم: (والفطرة فطرتان: فطرة تتعلق بالقلب، وهي معرفة الله ومحبته وإيثاره على ما سواه، وفطرة عملية، وهي هذه الخصال، فالأولى تزكي الروح وتطهر القلب، والثانية تطهر البدن وكل منهما تمد الأخرى وتقويها، وكان رأس فطرة البدن الختان). تحفة المودود ص (١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>