للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نوقش هذا الاستدلال:

- بأن الحديث ضعيف، فقد قال عنه ابن تيمية: (حديث ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث) (١)، وقال ابن القيم: (حديث معلول باتفاق أهل العلم بالحديث) (٢).

٣/ واستدلوا بالإجماع: فتحريم القراءة على الجنب كان مشهوراً عند الصحابة؛ لا يخفى على رجالهم ولاعلى نسائهم، كما جاء في قصة ابن رواحة مع زوجته (٣)،


(١) مجموع الفتاوى (٢٦/ ١٩١).
(٢) إعلام الموقعين (٣/ ٢٥).
(٣) هذا الخبر لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة والمسانيد المشهورة، وقد قال ابن عبدالهادي في تنقيح التحقيق (٣/ ٢٧٦) عن حديث أخرجه الدارقطني فقط: (كيف يكون هذا الحديث صحيحًا سالمًا من الشُّذوذ والعِلَّة ولم يخرِّجه أحدٌ من أئمة " الكتب الستة "، ولا المسانيد المشهورة وهم محتاجون إليه أشدّ حاجة؟! والدارقطني إنَّما جمع في كتابه "السُّنن" غرائب الأحاديث)، والخبر أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية (٨٢)، من طريق يحيى ابن أيوب المصري، عن عمارة بن غزية، عن قدامة بن إبراهيم أنه حدثه أن عبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-: (وقع بجارية له، فقالت له امرأته: فعلتها؟ قال: أما أنا فأقرأ القرآن، فقالت: أما أنت فلا تقرأ القرآن وأنت جنب، فقال: أنا أقرأ لك، فقال: شهدتُ بأنَّ وعدَ الله حقٌّ … وأنَّ النار مثوى الكافرينَا
وأنَّ العرش فوق الماءِ طَافٍ … وفوق العرش ربُّ العالمينا
وتحملهُ ملائكةٌ كرامٌ … ملائكةُ الإله مُسَوِّمِينَا فقالت: آمنت بالله وكذبت البصر). ويحيى بن أيوب فيه ضعف، والسند فيه انقطاع، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف (٢٣٩) من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن بن سلمان عن يزيد بن الهاد بمضمون القصة، وعبدالرحمن بن سلمان فيه ضعف، والسند منقطع بين ابن الهاد وابن رواحة، وأخرجها ابن أبي شيبة (٢٦٠٢٤) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن نافع، بمضمون القصة مع اختلاف تام في الأبيات، وفيها انقطاع بين حماد ونافع، وبين نافع وابن رواحة، وأخرجه الدارقطني (٤٣٢) من طريق زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة بضمون القصة، مع اختلاف تام في الأبيات، وفيه أنه أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فضحك، وزمعة بن صالح ضعيف، وسلمة فيه ضعف، وقد قال ابن عبدالبر في الاستيعاب (٣/ ٩٠٠) عن القصة (رويناها من وجوه صحاح)، ولعل توجيه قوله أن صحة السند لايلزم منه السلامة من الانقطاع وعدم نكارة المتن؛ ولذا قال الذهبي في العلو ص (٤٩) معلقاً على قول ابن عبدالبر: (قلت: روي من وجوه مرسلة … فهو منقطع)، وقال النووي في المجموع (٢/ ١٥٩): (إسناد هذه القصة ضعيف ومنقطع)، ونقل مغلطاي في شرح ابن ماجه ص (٧٥٨) عن عبدالحق قوله في الخبر: (ولا يروى من وجه صحيح يحتج به؛ لأنه منقطع وضعيف)، وقد حكم محمد رشيد رضا عليها بالوضع كما في مجلة المنار (١٤/ ١٠٣)، وقال مشهور آل سلمان في تحقيقه لخلافيات البيهقي-كتاب الطهارة- (٢/ ٣٦): (القصة ضعيفة جداً، ومتنها منكر)، وقد أخرج البخاري (١١٥٥) الأبيات التي أخرجها الدارقطني في القصة دون القصة.

<<  <  ج: ص:  >  >>