للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روح (١)، وفي الاصطلاح يطلق الحيوان على: (الجسم النامي الحساس المتحرك بالإرادة) (٢)، والحيوان مبالغة في الحياة، و قد فرّق العسكري بين الحياة والنماء، ثم قال: (فالنبات ينمي ويزيد وليس بحي) (٣).

ولهذا التفريق بين الحيوان وغيره في حكم التصوير أصل في الشريعة، ومن ذلك مارواه الشيخان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صوّر صورة، فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً»، ثم قال ابن عباس: (إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح) هذا لفظ البخاري، ولفظ مسلم: «كل مصور في النار، يجعل له، بكل صورة صورها، نفسا فتعذبه في جهنم» وقال: (إن كنت لا بد فاعلاً، فاصنع الشجر وما لا نفس له) (٤)، وفي قوله: «حتى ينفخ فيها الروح»: (دليل على أن هذا الوعيد فى المصور لما له روح) (٥).

قال النفراوي عن التماثيل: (المحرم منها ما كان على صورة حيوان كاملة ولها ظل قائم … والمباح ما كان على صورة غير حيوان، كصورة


(١) انظر: العين (٣/ ٣١٧)، تهذيب اللغة (٥/ ١٨٦).
(٢) التعريفات للجرجاني ص (٩٤)، وذكر الكفوي في الكليات ص (٣٤٤) أن الجسم المركب إن لم يكن نامياً فهو الجماد، وإن كان نامياً بلا إحساس فهو النبات، وإن لم يكن ناطقاً فهو الحيوان، فإن كان ناطقاً وله إحساس فهو الإنسان، فالإنسان حيوان ناطق، ولذلك قال ابن القيم: (العقلاء كلهم متفقون على أن الإنسان هو هذا الحي الناطق المتغذي النامي الحساس المتحرك بالإرادة). الروح ص (١٩٦).
(٣) الفروق اللغوية ص (١٠٢).
(٤) متفق عليه، أخرجه البخاري (٢٢٢٥)، ومسلم (٢١١٠)، وترجم له البخاري: (باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح، وما يكره من ذلك).
(٥) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٦/ ٦٣٨)، وانظر: شرح معاني الآثار (٤/ ٢٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>