للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وأبعد من تلك المبالغة: تكفير عبد القاهر البغدادي (١) لمن قال بهذا القول، فقال وهو في سياق ذكره لفضائح النظّام: (ومنها: أنه زعم أن من ترك صلاة مفروضة عمداً لم يصح قضاؤه لها ولم يجب عليه قضاؤها، وهذا عند سائر الأمة كفر ككفر من زعم أن الصلوات الخمس غير مفروضة … وخلاف النظام للأمة في وجوب قضاء المتروكة من فرائض الصلاة بمنزلة خلاف الزنادقة في وجوب الصلاة ولا اعتبار بالخلافين) (٢)، ولا شك في خطأ هذه المجازفات وعدم دقتها.

- وأيّاً ما كانت المبالغة في التشنيع، على تفاوت في مراتبها من شذوذ وتبديع وتكفير، فإن من دلالاته: استقرار رأيهم، وضعف الخلاف الذي شُنع عليه، وهذا لا يُسلّم به إلا بعد استفراغ الوسع وبذل الجهد في التحقق من صحة هذه الأوصاف أو نفيها.


(١) أبو منصور عبدالقاهر بن طاهر التميمي البغدادي، عالم متفنن يدرّس في سبعة عشر فنّاً كما قيل، وهو أحد أعلام الشافعية، وشيخه أبو إسحاق الإسفراييني، ومن تلاميذه البيهقي، قال أبو عثمان الصابوني: (كان الأستاذ أبو منصور من أئمة الأصول، وصدور الإسلام بإجماع أهل الفضل)، وهو أحد أعلام الأشاعرة في القرن الرابع و الخامس، وكتب في التفسير، وفضائح المعتزلة، والفرق بين الفرق، والأصول وغير ذلك، توفي سنة (٤٢٩) هـ. انظر: سير أعلام النبلاء (١٧/ ٥٧٣)، طبقات الشافعية للسبكي (٥/ ١٣٦)، موقف ابن تيمية من الأشاعرة (٢/ ٥٧٢).
(٢) الفرق بين الفرق ص (١٣٢ - ١٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>