للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحابة لم يفهموا ذلك، وفعل عائشة المتأخر يدل على ذلك (١).

- وأما مخالفة عبدالعزيز بن محمد لسليمان بن بلال المذكورة، فلايُسلم بها وليس بين (تلبس المذهب) و (تلبس خواتم الذهب) تعارض، فالثاني فيه زيادة بيان لا تعارض الرواية التي قبلها، وقد جزم البخاري بأنها تلبس (خواتيم الذهب) فلو كان هذا الحرف عنده محل شذوذ، أو نكارة لمرّضه، أو أعرض عنه.

- والشيخ من (منهجه في السلسلة الصحيحة التوفيق بين الروايات ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وها أنا ذاكر لك مثالاً لم يخالف فيه راوٍ راوياً غيره، بل خالف ثمانية أو أكثر من الثقات والأثبات، ومع ذلك فقد صحح الشيخ ناصر حديثه) (٢).

- وعلى فرض التعارض فإن مورد الروايتين مختلف (٣)، فقوله: (تلبس المذهب) في لباس المُحرِمة (٤)، وقوله: (تلبس خواتم الذهب) في الرد على من ادعى تحريم الذهب (٥).

- أما حمله للأثر على الذهب المقطع؛ فهو تحكم مخالف للظاهر،


(١) انظر: المؤنق ص (١٩).
(٢) المؤنق ص (١٣)، ثم ذكر العدوي المثال، وهو حديث: «نهى عن الوحدة؛ أن يبيت الرجل وحده، أو يسافر وحده» صححه الألباني، وقد خالف أبو عبيدة واصل الحداد فيه ثمانية من الرواة، بعضهم أو أكثرهم أوثق من واصل بكثير، رووه بلفظ: «لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم ماسار راكب بليل وحده».
(٣) انظر: "آراء الشيخ الألباني الفقهية"- قسم المعاملات، للمشعان (١/ ٥١٤).
(٤) قال ابن سعد في الطبقات (٨/ ٥٥): (أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث أن عائشة كانت تلبس الأحمرين، المذهب والمعصفر، وهي محرمة).
(٥) قال ابن سعد (٨/ ٥٦): (حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد قلت: إن ناساً يزعمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، نهى عن الأحمرين العصفر والذهب، فقال: لا كذبوا، والله لقد رأيت عائشة تلبس المعصفرات وتلبس خواتم الذهب).

<<  <  ج: ص:  >  >>