للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شذَّ مجمعون على أن دخول شهر رمضان وخروجه لايتم إلا برؤية الهلال لا بالحساب الفلكي) (١).

• ويلاحظ في الإجماعات المحكية: أن بعضها يؤكد على أنه إجماع الصحابة وهذا ظاهر، وبعضها يذكر أنه إجماع السلف وأن الخلاف حادث، أو لم يصح، أو صح ولكنه شاذ.

ونوقشت حكاية الإجماع:

- بعدم التسليم بها، (وقد كان بعض جلة التابعين -فيما حكاه عنه محمد بن سيرين- يذهب في هذا الباب إلى اعتباره بالنجوم ومنازل القمر وطريق الحساب)، وهو رأي ذهب إليه (أبو العباس بن سريج من الشافعية، ومطرف بن عبد الله من التابعين، وابن قتيبة من المحدثين) (٢)، وهو قول في مذهب الحنفية والمالكية والشافعية (٣).

- وعلى فرض التسليم بإجماع السلف على خلاف الحساب، فإنه (يمكن أن السلف لم يعلموا به، واكتفوا بالرؤية، ولم يُجمعوا على منع العمل به) (٤).

ويمكن الجواب عن المناقشة بأمور:

- بأن (اتفاق الصحابة أنه لا يجوز الاعتماد على حساب النجوم) (٥)،


(١) "بحوث وفتاوى في بعض مسائل الصوم" ص (٤١).
(٢) فتح الباري (٤/ ١٢٢).
(٣) قال القرافي في الفروق (٢/ ١٧٨): (الأهلة في الرمضانات لا يجوز إثباتها بالحساب، وفيه قولان عندنا وعند الشافعية -رحمهم الله تعالى-والمشهور في المذهبين عدم اعتبار الحساب)، وانظر: المجموع (٦/ ٢٧٩)، وسيأتي أنه قول نادر للحنفية.
(٤) العلم المنشور ص (٢١)، وهو يعني أن سبب ترك السلف للحساب عدم العلم به، وقد نقله السبكي عن السروجي ثم قال: (وهذا الاعتراض جيد).
(٥) مجموع الفتاوى (٢٥/ ٢٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>