للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاستدلال:

- أن الأمر باعتماد الرؤية جاء مُعَلَّلاً بعلة منصوصة، وهي أن الأمة «أُمِّيَّةٌ لَا تَكْتُبُ وَلَا تَحْسُبُ»، والعلة تدور مع المعلول، فإذا خرجت الأمة عن أميتها، وصارت تكتب وتحسب، وجب أن يرجعوا إلى اليقين الثابت، وأن يأخذوا في إثبات الأهلة بالحساب وحده، و لا يرجعوا إلى الرؤية إلا حين يستعصي عليهم العلم بالحساب (١).

- (فإن الأمية صفة نقص ليست صفة كمال، فصاحبها بأن يكون معذوراً أولى من أن يكون ممدوحاً) (٢).

- والحديث (تقرير لواقع المسلمين في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأن الواقع عليهم صفة الأمية، وأن الله لايكلف نفساً إلا وسعها … ولاشك أن الرخص الشرعية يشترط للأخذ بها وجود العذر فإذا انتفى العذر انتفت الرخصة … وقد تغيرت أحوال المسلمين من جهل إلى علم ووجد في المسلمين الكثير من ذوي الاختصاصات) (٣).

ونوقش هذا الاستدلال بأمور:

- بعدم التسليم؛ لأن في أمته من يقرأ ويكتب كثيراً، وكان للنبي -صلى الله عليه وسلم-


(١) انظر: أوائل الشهور العربية لأحمد شاكر ص (١٣)، قال مصطفى الزرقاء في فتاويه ص (١٦٠): (فهذا الحديث النبوي هو عماد الخيمة، وبيت القصيد في موضوعنا هذا، فقد علل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره باعتماد رؤية الهلال رؤية بصرية لبدء الصوم والإفطار= بأنه من أمة أمية لا تكتب ولا تحسب).
(٢) مجموع الفتاوى (٢٥/ ١٦٦)، وقد افترض هذا الاعتراض ثم أجاب عنه.
(٣) "بحوث وفتاوى في بعض مسائل الصوم" للمنيع ص (١٧)، وقال: (فلايجوز لنا الاعتماد في أمورنا الشرعية على الأسباب التقليدية الظنية في النتائج، والحال أن لدينا وسائل علمية نتائجها قطعية).

<<  <  ج: ص:  >  >>