للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقبل التفريع أذكر حديث الباب -حتى يكتفى بالإشارة إليه فيما يأتي-، وهو حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال: هلكت، يا رسول الله، قال: «وما أهلكك؟» قال: وقعت على امرأتي في رمضان، قال: «هل تجد ما تعتق رقبة؟» قال: لا، قال: «فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟» قال: لا، قال: «فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا؟» قال: لا، قال: ثم جلس، فأتُي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعَرَق فيه تمر، فقال: «تصدق بهذا» قال: أفقرَ منا؟ (١) فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: «اذهب فأطعمه أهلك» (٢).

وهذا هو تحرير محل الشذوذ، وتبيين محل النزاع في المسألة المراد بحثها:

١. … (أجمعوا على أن من أكل ناسياً فظن أن ذلك قد فطّره، فجامع عامداً أن عليه القضاء، ولا كفارة عليه) (٣)، (وأجمعوا أن من جامع في قضاء رمضان أنه لا كفارة عليه، وأنه يقضي يوما مكانه) (٤).


(١) قال النووي في شرح مسلم (٧/ ٢٢٦): (كذا ضبطناه أفقرَ بالنصب، وكذا نقل القاضي أن الرواية فيه بالنصب على إضمار فعل تقديره: أتجد أفقر منا؟ أو أتعطي).
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري (١٩٣٦)، ومسلم (١١١١) واللفظ له، من طرق عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة به، وقد أخرجاه أيضاً من حديث عائشة وليس في حديثها إلا الإطعام، وفيه: «أين المحترق»، قال ابن حجر في الفتح (٤/ ١٦٢): (القصة واحدة وقد حفظها أبو هريرة، وقصها على وجهها وأوردتها عائشة مختصرة … والظاهر أن الاختصار من بعض الرواة).
(٣) الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي (١/ ٦٠٧)، وانظر: الإشراف لابن المنذر (٣/ ١٢٧)، الإقناع لابن القطان (١/ ٢٣٤).
(٤) الإقناع في مسائل الإجماع (١/ ٢٣٤)، هكذا في الإقناع وقد نقله عن الإشراف، وفي الإشراف (٣/ ١٢٤) ذكر مخالفة قتادة بقوله: (وقال قتادة: عليه القضاء والكفارة).

<<  <  ج: ص:  >  >>