للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- والحديث (دلّ على أن الإفطار يحصل بدخول المفطر من أي موضع كان … كما [دل] على أن علة الإفطار هي الإدخال، وليست منحصرة على مجرد الأكل والشرب ولا على التغذية) (١)، فالأنف ليس بمنفذ معتاد للأكل والشرب، وما دخل من الأنف لايسمى أكلاً ولاشرباً (٢).

- و (لأنه إذا بطل بما يصل إلى الدماغ لسعوط، فلأن يبطل بما يصل إلى الجوف بالحقنة أولى) (٣)، فهو (واصل إلى جوف الصائم باختياره، فيفطره، كالواصل إلى الحلق) (٤).

- (ولوجود معنى الفطر وهو وصول ما فيه صلاح البدن إلى الجوف) (٥)، (من التغذية أو التداوي) (٦).

ونوقش هذا الاستدلال بأمور:

- بأن الحديث (ليس فيه أنه يفطر الصائم بالمبالغة في الاستنشاق؛ وإنما فيه إيجاب المبالغة في الاستنشاق لغير الصائم، وسقوط وجوب ذلك عن الصائم فقط) (٧).


(١) انظر: الصيام ومفطراته الطبية للصبيحي ص (٦٩).
(٢) قال ابن حزم في المحلى (٤/ ٣٤٨): (وما علمنا أكلاً ولا شرباً، يكون على دبر أو إحليل، أو أذن أو عين أو أنف).
(٣) المهذب للشيرازي (١/ ٣٣٤)، جاء في رسالة "المفطرات الطبية المعاصرة" للكندي ص (٢٢١): (الأنف منفذ إلى الجهاز الهضمي، وأما اعتقاد الفقهاء المتقدمين أنّ الأنف يتصل بالدماغ، فقد أثبت الطب الحديث أنّه لا علاقة بين الأنف والدماغ).
(٤) المغني (٣/ ١٢١).
(٥) الهداية للمرغيناني (١/ ١٢٣).
(٦) فتح القدير (٢/ ٣٤٢)، وقال: (قد علمت أنه لا يثبت الفطر إلا بصورته أو معناه، وقد مر أن صورته الابتلاع، وذكر أن معناه وصول ما فيه صلاح البدن).
(٧) المحلى (٤/ ٣٤٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>