للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك حديث أم سلمة وعائشة، وأسامة بن زيد وأبي ثعلبة، وابن عمر: «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم شعبان» وفيه السبت) (١)، وقالت عائشة -رضي الله عنها-: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم» (٢).

هـ/ والحث على صوم الست من شوال، (وقد يكون فيه السبت … ومن ذلك الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صيام البيض، وقد يكون فيه السبت، وأشياء كثيرة توافق هذه الأحاديث) (٣)، قال ابن تيمية: (احتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة، على صوم يوم السبت) (٤).

ونوقش هذا الاستدلال:

- أن النهي عن صوم يوم السبت حاظر وجميع هذه الأحاديث مبيحة والقاعدة أن: (الحاظر مقدم على المبيح، مثل: صيام يوم الإثنين أو الخميس إذا اتفق مع يوم عيد الفطر أو أحد أيام الأضحى، فإنه لا يصام، لا لنهي خاص بهذه الصورة، وإنما تطبيقًا للقاعدة المذكورة، وما نحن بصدده هو من هذا القبيل) (٥).


(١) ناسخ الحديث ومنسوخه للأثرم ص (٢٠١ - ٢٠٢)، أتيت بهذا النقل للاختصار وصيامهما مشهور، فصوم شعبان أخرجه البخاري (١٩٧٠)، ومسلم (١١٥٦) من حديث عائشة بلفظ: «كان يصوم شعبان كله»، وصوم المحرم أخرجه مسلم (١١٦٣) من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: «أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم».
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري (١٩٦٩)، ومسلم (١١٥٦).
(٣) ناسخ الحديث ومنسوخه للأثرم ص (٢٠٢ - ٢٠٣).
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٧٥)، وانظر: تهذيب السنن (٧/ ٤٩).
(٥) السلسلة الصحيحة (٢/ ٧٣٣)، وانظر: تمام المنة ص (٤٠٧)، صحيح الترغيب والترهيب (١/ ٦٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>