للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غفلة قال: سمعت بلالاً يقول: (ما أبالي لو ضحيت بديك، ولأن أتصدق بثمنها على يتيم أو مغبّر أحب إلي من أن أضحي بها) قال: فلا أدري أسويد قاله من قبل نفسه أو هو من قول بلال (١).

- فأجيب عنه بأن هذا الأثر في ثبوته بعض الكلام، وأشار إلى ذلك ابن عبدالبر حين قال: ( … الخبر عن بلال لو صح) (٢)، (وابن رِياح لايحتمل مثل هذا الأثر الذي يخرق اتفاقا عملياً) (٣)، لأن الأصل فيما قاله العلماء هنا هو (العمل المتصل) (٤)، و (هو مقتضى قول كل من حكى الاتفاق على عدم مشروعية التضحية بغير بهيمة الأنعام دون الإشارة إلى مخالفة صحابي أو غيره) (٥)، وشك


(١) أخرجه عبدالرزاق (٨١٥٦) من طريق الثوري عن عمران به، وعمران بن مسلم إن كان هو ابن رِياح كما اختار الدارقطني في المؤتلف والمختلف (٢/ ١٠٤١) فالإسناد فيه ضعف، وفي التقريب ص (٤٣٠) قال عن ابن رياح: (مقبول) يعني: (حيث يتابع وإلا فلين الحديث) كما في المقدمة، وإن كان هو عمران بن مسلم الجعفي كما ذكر ابن حزم في المحلى (٦/ ٩) فالإسناد ثابت، وقد قال في التقريب ص (٤٣٠) عن الجعفي (ثقة)، والظاهر أنه ثقة على كلا الاحتمالين، فابن رِياح وإن كان أنزل من الجعفي، إلا أنه ثقة أيضاً (وثّقه يحيى بن معين) كما قال الذهبي في تاريخ الإسلام (٣/ ٤٦٨)، وفي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/ ٣٠٤) أن يحيى بن معين قال: (عمران بن مسلم بن رياح ثقة)، وفي الإصابة لابن حجر (٢/ ٤١٨): (قال العلائيّ: عمران الثقفي، هو ابن مسلم بن رياح ثقة)، وتوثيق يحيى مما استدرك به على الحافظ في حكمه على ابن رياح في التقريب، ومما فاته في تهذيب التهذيب. انظر: التذييل على كتاب تهذيب التهذيب ص (٣١٠)، تحرير تقريب التهذيب (٣/ ١١٦)، ويبقى شك عمران مما يوهن الروايه حين قال: (فلا أدري أسويد قاله من قبل نفسه أو هو من قول بلال)، ولذلك هناك من نسب ذلك إلى سويد كما قال القدوري في التجريد (١٢/ ٦٣٢٣): (وكان سويد بن غفلة يقول: ما أبالي لو ضحيت بديك).
(٢) الاستذكار (٥/ ٢٣٠).
(٣) من مقال بعنوان "بحث مختصر في تقرير أن التضحية بغير بهيمة الأنعام لايثبت عن أحد من الصحابة" لأبي سليمان المحمد، منشور في ملتقى أهل الحديث.
(٤) روضة المستبين في شرح كتاب التلقين (١/ ٦٧٧).
(٥) "بحث مختصر في تقرير أن التضحية بغير بهيمة الأنعام لايثبت عن أحد من الصحابة" لأبي سليمان المحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>