للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روي عن علي وغيره من الأقوال-: (كل هذه الأقوال غريبة جداً، والصحيح القول الأول، أن المراد بالنحر ذبح المناسك) (١).

- ومعنى الآية كما قال ابن جرير: (وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: معنى ذلك: فاجعل صلاتك كلها لربك خالصاً دون ما سواه من الأنداد والآلهة، وكذلك نحرك اجعله له دون الأوثان، شكراً له على ما أعطاك من الكرامة والخير الذي لا كفء له، وخصك به، من إعطائه إياك الكوثر) (٢)، قال ابن كثير: (وهذا الذي قاله في غاية الحسن) (٣).

- وعلى فرض التسليم بالمروي عن علي -رضي الله عنه- فإن (حقيقة النحر لا توضع اليدان عليها في قول أحد من الفريقين، وإنما توضع على غيرها مما هو دونهما) (٤)، كما قال الطحاوي.

- أما مذهب الشافعية فهو: الوضع فوق السرة وتحت الصدر وهو منصوص الشافعي وما نص عليه الشيخان-الرافعي والنووي- قال الشافعي: (ويأخذ كوعه الأيسر بكفه اليمنى ويجعلها تحت صدره) (٥)، وقال الرافعي: (ثم يضع يديه كما ذكرنا تحت صدره وفوق سرته) (٦)، وقال النووي: (ويجعلهما تحت صدره وفوق


(١) تفسير ابن كثير (٨/ ٥٠٣)، قال ابن القيم في الصواعق المرسلة (٢/ ٦٩٥): (وقال آخرون … إن المراد به ضع يدك على نحرك، وتكايس غيره وقال المعنى استقبل القبلة بنحرك، فهضموا معنى هذه الآية التي جمعت بين العبادتين العظيمتين الصلاة والنسك)، قال ابن عاشور في التحرير والتنوير (٣٠/ ٥٧٥): (وللمفسرين الأولين أقوال أخر في تفسير «انحر» تجعله لفظاً غريباً).
(٢) تفسير الطبري (٢٤/ ٦٩٧).
(٣) تفسير ابن كثير (٨/ ٥٠٤).
(٤) أحكام القرآن للطحاوي (١/ ١٨٦).
(٥) مختصر المزني (٨/ ١٠٧)، وانظر: الحاوي الكبير (٢/ ٩٩).
(٦) الشرح الكبير للرافعي (٣/ ٢٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>