للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسألة الثانية: أدلة القائلين بسنية الوضع على الصدر:

استدل أصحاب هذا القول، بأدلة منها:

١/ حديث وائل بن حجر -رضي الله عنه- قال: «صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره» (١).

وجه الاستدلال: قال الشوكاني: (الحديث مصرّح بأن الوضع على الصدر … ولا شيء في الباب أصح من حديث وائل) (٢).

ونوقش هذا الاستدلال:

- بأن حديث وائل -رضي الله عنه- صحيح دون هذه الزيادة، وقد أخرجه مسلم


(١) أخرجه ابن خزيمة (٤٧٩)، والبيهقي (٢٣٣٦)، من طريق مؤمل بن إسماعيل عن سفيان الثوري عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر به، ومؤمل بن إسماعيل (صدوق سيء الحفظ) وقد تفرّد بهذه الزيادة من هذا الطريق، قال البيهقي: (رواه الجماعة عن الثوري لم يذكر واحد منهم على صدره غير مؤمل) مختصر خلافيات البيهقي (٢/ ٣٣)، ورواه عن عاصم بن كليب: سلَّام بن سليم، و زائدة بن قدامة، و زهير بن معاوية، و بشر بن المفضل، و أبو عوانة الوضاح اليشكري، و عبدالله بن إدريس، وعبدالواحد بن زياد، (وكلهم ثقات أثبات إلا عبدالواحد فهو ثقة أيضاً إلا أن في حديثه عن الأعمش فقط مقال)، رواه السبعة، ورواه غيرهم عن عاصم، عن أبيه، عن وائل بن حجر دون زيادة وضعهما على الصدر، فتبيّن بذلك خطأ مؤمل في هذه الزيادة، والخطأ لا يعتبر به في الشواهد، وجاءت الزيادة من طريق آخر عند البزار (٤٤٨٨)، والطبراني في الكبير (١١٨)، و البيهقي في الكبرى (٢٣٣٥) في حديث طويل من طريق محمد بن حجر عن سعيد بن عبدالجبار بن وائل بن حجر عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر وفيه: «ثم وضع يمينه على يساره على صدره»، ولفظ البزار: «عند صدره» وإسناده ضعيف، قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٣٢): (فيه سعيد بن عبد الجبار، قال النسائي: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي سند البزار والطبراني محمد بن حجر، وهو ضعيف)، قال ابن حبان عن محمد بن حجر في المجروحين (٢/ ٢٧٣): (لا يجوز الاحتجاج به)، وقال الذهبي في المغني في الضعفاء (٢/ ٥٦٦): (له مناكير)، وقد خالف سعيد بن عبدالجبار محمد بن جحادة (وهو ثقة من رجال الصحيحين) كما عند مسلم في صحيحه (٤٠١) قال: حدثني عبد الجبار بن وائل، عن علقمة بن وائل، ومولى لهم أنهما حدثاه عن أبيه وائل بن حجر أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه «ثم وضع يده اليمنى على اليسرى» دون زيادة الصدر، فهي زيادة منكرة، وأكثر رواية الثقات بهذا اللفظ: «ثم أخذ شماله بيمينه».
(٢) نيل الأوطار (٢/ ٢٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>