للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاسجد سجدتين بعد السلام) (١)، وهذه الرواية شاذة، والأصح في الرواية ذكر التسليم بدل الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أخرجه ابن أبي شيبة، وعلى كل حال فالأثر بكلا اللفظين لا يصح؛ لأن مداره على عقبة بن نافع وفيه جهالة، وقد سأل عبدالله بن الإمام أحمد والده عن: (عن عقبة بن نافع؟ فقال: لا أذكر معرفته) (٢)، والرواية عن عقبة فيها انقطاع؛ فالراوي عن عقبة في الأثر هو جعفر بن برقان، وبين جعفر بن برقان وعقبة واسطة، يقول البخاري: (عقبة بن نافع، سمع ابن عمر -رضي الله عنهما-، روى جعفر بن برقان عن راشد، منقطع) (٣)، أي: أن راشداً الأزرق بينهما، أما جعفر عن عقبة فهو منقطع (٤)، والله أعلم.


(١) ذكره ابن القيم في جلاء الأفهام ص (٣٣٠) وقال في إسناده: (ذكره الحسن بن شبيب المعمري حدثنا علي بن ميمون حدثنا خالد بن حسان [لعله: حيان، وهو صدوق يخطيء كما قال ابن حجر في التقريب] عن جعفر بن برقان عن عقبة بن نافع عن ابن عمر … )، وقال ابن حجر في الفتح (١١/ ١٦٤): (وأخرج العمري في عمل يوم وليلة عن بن عمر بسند جيد قال: لا تكون صلاة إلا بقراءة وتشهد وصلاة علي)، ولم يذكر إسناده، ولعله الإسناد الذي ذكره ابن القيم؛ ولذلك قال السخاوي في القول البديع ص (١٨٢): (أخرجه الحسن بن شبيب المعمري في عمل اليوم والليلة له ومن طريقه ابن بشكوال بسند جيد)، قال في فضل الرحيم الودود (١٠/ ٤٠٣): (وهذه رواية شاذة؛ والحمل فيها إما على خالد بن حيان، وإما على الحسن بن علي بن شبيب المعمري)، وأخرجه ابن أبي شيبة (٨٧١٤) بلفظ آخر قال: حدثنا جعفر بن برقان [يقول د. الشثري في تحقيقه للمصنف: أي أن وكيع بن الجراح حدثه عن جعفر؛ أخذاً من الأثر قبله]، عن عقبة بن نافع، قال: سمعت ابن عمر، يقول: (ليس من صلاة إلا وفيها قراءة وجلوس في الركعتين، وتشهد، وتسليم، فإن لم تفعل ذلك سجدت سجدتين بعدما تسلم، وأنت جالس)، وليس فيه موضع الشاهد، ومع أن هذا أصح من الذي قبله، إلا أن كليهما ضعيف؛ فمدارهما على عقبة بن نافع، وهو مجهول ولم يعرفه الإمام أحمد، وفيه انقطاع بين جعفر بن برقان وعقبة بن نافع، ذكره البخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٤٣٤).
(٢) العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد برواية ابنه عبدالله (٢/ ٨٧).
(٣) التاريخ الكبير (٦/ ٤٣٤).
(٤) وانظر: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٦/ ٣١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>