للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وُجد المقتضي لفعلها، وانتفى المانع من ذلك فلم تُعدَّ بدعة، ولم يحكم عليها أحد بحدث) (١).

- و (السبحة لا تدخل في تغيير بنية العبادة بشيء، وإنما هي وسيلة إلى تحقيق المشروع في عد التسبيح، وهي معقولة المعنى على التفصيل … ومن المعلوم أن لها بعض المفاسد؛ كغيرها من الوسائل فيجب على مستعملها اجتناب المفسدة، ولا علاقة لهذه المفسدة ببدعة ولا سنة؛ فمن ذلك جعلها شعاراً للصلاح، ومجالاً للرياء … ويُحاذر من هذه المفاسد حتى في حمل السواك وإظهاره في الجيب، وفي حمل المصحف؛ فلا زال المخلصون المخبتون يخشون إظهار ما يدل على عبادتهم) (٢).

٢/ ومن أدلتهم: (أنه مخالف لهديه -صلى الله عليه وسلم-، قال عبد الله بن عمرو: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقد التسبيح بيمينه» (٣) … ثم هو مخالف


(١) "ضابط البدعة وما تدخله" لسليمان الماجد، منشور في موقعه الرسمي.
(٢) المرجع السابق.
(٣) أخرجه بهذا اللفظ أبو داود (١٥٠٢) من طريق محمد بن قدامة حدثنا عثام، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو به، وأكثر الرواة عن عثام لم يقولوا: «بيمينه»، كعبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري عند أبي داود (١٥٠٢)، ومحمد بن عبد الأعلى عند الترمذي (٣٤١١) ومحمد بن عبد الله بن بزيع عند البزار (٢٤٠٦) والحسين بن محمد الذارع عند النسائي (١٣٥٥) ومسدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي عند الطبراني في الأوسط (٨٥٦٨) ومحمد بن عبدالوهاب الفراء عند الحاكم في المستدرك (٢٠٠٦)، وكلهم ثقات ويروونه عن عثام بلفظ: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقد التسبيح»، وهذه الرواية مختصرة كما قال الترمذي: (روى الأعمش، هذا الحديث عن عطاء بن السائب مختصرا)، وتفرّد فيه ابن قدامة بلفظ: «بيمينه» وفيها شذوذ، قال الطبراني في الأوسط: (لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا عثام بن علي)، وقد روي هذا الحديث من غير طريق الأعمش، فرواه عن عطاء بن السائب جمع من الرواة، كرواية إسماعيل بن علية عند الترمذي (٣٤١٠) في حديث التسبيح وفيه: «رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعقدها بيده» قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح، وقد روى شعبة، والثوري، عن عطاء بن السائب، هذا الحديث)، قال ابن عدي في الكامل (٧/ ٧٨): (عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره فمن سمع منه قديما مثل الثوري، وشعبة فحديثه مستقيم، ومن سمع منه بعد الاختلاط فأحاديثه فيها بعض النكرة).

<<  <  ج: ص:  >  >>