للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قال ابن تيمية: (اضطرب قوم في هذا الأصل لما ظنوه من معارضة الحديث الصحيح لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين، والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نص على ذلك الإمام أحمد -رضي الله عنه-، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يوقت فيها عدداً، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره).

- و بعد: فهذا بعض الوارد عن الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، وفيه إطباق على الجواز، ولم يرد عن أحد منهم إنكار للزيادة على إحدى عشرة ركعة، والله أعلم.

المسألة الثانية: أدلة القائلين بعدم جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة في صلاة التراويح:

استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها:

١/ ماجاء في الصحيحين عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة -رضي الله عنها-: كيف كانت صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رمضان؟ قالت: «ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً» (١).

وجه الاستدلال:

- أن (اقتصاره -صلى الله عليه وسلم- على الإحدى عشرة ركعة دليل على عدم جواز الزيادة عليها … بالنص الصحيح من فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢).


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٣٥٦٩)، ومسلم (٧٣٨).
(٢) صلاة التراويح ص (٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>