للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ت ٢٧٠) (١)، وابن حزم (ت ٤٥٦) (٢).

وهذا تحقيق مانُسب إليهم؛ لئلا يهدر الإتفاق إلا بالخلاف الثابت:

- أما مذهب أبي هريرة -رضي الله عنه-؛ فيمكن معرفته بمارواه أحمد (٣) عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا استيقظ أحدكم من نومه فليفرغ على يديه من إنائه ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده» فقال قين الأشجعي: يا أبا هريرة، فكيف إذا جاء مهراسكم؟ قال: (أعوذ بالله من شرك يا قين) (٤)، وهو ليس بصريح، لكن ممايؤكد اشتهار الوجوب عن أبي هريرة مارواه ابن


(١) داود بن علي بن خلف الأصبهاني ثم البغدادي، إمام أهل الظاهر، يسميه بعضهم: داود القياسي؛ لنفيه القياس كما سميت القدرية بذلك لنفيها القدر، وكان من المحبين للشافعي وكَتب ترجمة له، بصير بالفقه، عالم بالقرآن، حافظ للأثر، رأس في معرفة الخلاف، من أوعية العلم، له ذكاء خارق، وفيه دين متين، واختُلف في مخالفته للإجماع هل يعتد به؟ قال الذهبي: (لا ريب أن كل مسألة انفرد بها، وقطع ببطلان قوله فيها، فإنها هدر، وإنما نحكيها للتعجب، وكل مسألة له عضدها نص، وسبقه إليها صاحب أو تابع، فهي من مسائل الخلاف، فلا تهدر)، توفي سنة (٢٧٠) هـ. انظر: تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٨٣)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٩٧)، توضيح المشتبه (٧/ ٢٥٩).
(٢) انظر: شرح السنة (١/ ٤٠٧)، المغني (١/ ٧٣)، المحلى (١/ ٢٠٣)، وقد نسب البغوي القول بالوجوب إلى ابن جرير الطبري، وتبعه على ذلك النووي. انظر: شرح السنة (١/ ٤٠٨)، شرح النووي على مسلم (٣/ ١٨٠).
(٣) المسند (٨٩٦٥) من طريق محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
(٤) و المِهراس: (حجر منقور مستطيل عَظِيم هرس كالحوض يتَوَضَّأ مِنْهُ النَّاس لَا يقدر أحد على تحريكه) غريب الحديث
للقاسم بن سلام (٤/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>