للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه: (رأى ابن عباس يردّ من جاوز الميقات غير محرم) (١)، وروي نحوه عن علي -رضي الله عنه- (٢).

ونوقش هذا الاستدلال:

- أما الرواية عن علي فهي ضعيفة، و (أما قول ابن عباس فيعارضه مذهب ابن عمر أنه كان لا يراه واجباً) (٣)، ففي الموطأ: (أن عبد الله بن عمر أقبل من مكة، حتى إذا كان بقُدَيْد (٤) جاءه خبر من المدينة، فرجع فدخل مكة بغير إحرام) (٥).

- وقد ترجم لهذا الأثر عدد من الحفاظ الذين رووه بما يدل على ما ذُكر، فقال البخاري: (باب دخول الحرم، ومكة بغير إحرام،


(١) أخرجه الشافعي في الأم (٢/ ١٥١) أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء به، وإسناده صحيح.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١٣٥١٨) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل، عن ثور، عن أبي جعفر، عن علي قال: (لا يدخلها إلا بإحرام)، يعني مكة. وثوير بن أبي فاختة (ضعيف رمي بالرفض) كما في التقريب ص (١٣٥)، ورواية أبي جعفر وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن علي -رضي الله عنه- مرسلة، قال أبو زرعة: (لم يدرك هو ولا أبوه علي علياً -رضي الله عنه-، كما في المراسيل لابن أبي حاتم ص (١٨٦).
(٣) المجموع (٧/ ١٦)، وانظر: نيل الأوطار (٤/ ٣٥٦).
(٤) قُدَيْدٌ: (اسم موضع قرب مكة) كما في معجم البلدان (٤/ ٣١٣)، وهي (قرية جامعة بين مكة والمدينة، كثيرة المياه) كما في فتح الباري (٣/ ٤٩٩)، في (موضع قريب من عُسْفان) كما في نخب الأفكار (٨/ ٣٦٤).
(٥) أخرجه مالك في موطئه (١/ ٤٢٣) عن نافع عن ابن عمر به، وفي مصنف ابن أبي شيبة (١٣٦٢٥) توضيح للخبر وهو أنه (بلغه أن جيشاً من جيوش الفتنة دخلوا المدينة، فكره أن يدخل عليهم، فرجع إلى مكة فدخلها بغير إحرام).

<<  <  ج: ص:  >  >>