للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الاستدلال:

- أن في الحديث أمر بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والأصل فيه الوجوب (١)، ويتأيد ذلك:

- بما جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (يتشهد الرجل، ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يدعو لنفسه) (٢)، قال ابن حجر: (وأصح ما ورد في ذلك عن الصحابة والتابعين ما أخرجه الحاكم بسند قوي عن ابن مسعود … وهذا أقوى شيء يحتج به للشافعي) (٣)، و (فيه دلالة على وجوبها ومحلها) (٤).

- ويقوّي ذلك حديث عائشة في وتره -صلى الله عليه وسلم- وفيه: «فيصلي التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله، ويحمده ويدعو ربه ويصلي على نبيه» (٥)، مع قوله -صلى الله عليه وسلم-: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (٦).


(١) انظر: الحاوي الكبير (٢/ ١٣٧)، شرح النووي على مسلم (٤/ ١٢٤)، جلاء الأفهام ص (٩٨).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٢٦)، والحاكم (٩٩٠)، ومن طريقه البيهقي في الكبرى (٢٨٧٩)، وإسناده صحيح.
(٣) فتح الباري (١١/ ١٦٤).
(٤) نهاية المحتاج (١/ ٥٢٤).
(٥) أخرجه ابن ماجه (١١٩١)، والنسائي (١٧٢٠)، وابن خزيمة (١٠٧٨)، وأبوعوانة (٢٢٩٥)، والبيهقي في الكبرى (١٠٧٨) من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، قال: سألت عائشة به، والحديث في صحيح مسلم (٧٤٦) بهذا اللفظ: «ثم يقوم فيصلّ التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم» وليس فيه ذكر للصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والذي يظهر أن ذكر الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث غير محفوظة فالحديث مداره على قتادة، ورواه عن قتادة: معمر وهشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة - في رواية الأكثر عنه- دون هذا اللفظ، ثم اختلف فيه على سعيد بن أبي عروبة: فرواه عنه يحيى القطان و ابن أبي عدي وخالد بن الحارث دونها، ورى الزيادة: محمد بن بشر وعبدة بن سليمان، قال د. سامي الخليل في دراسته لصفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- للألباني ص (٤٢٦): (هذه الزيادة شاذة لاتصح؛ فقد خالف محمد بن بشر وعبدة ستة من أصحاب ابن أبي عروبة، فيهم يحيى القطان، وخالفا أيضاً خمسة من أصحاب قتادة فيهم شعبة وهشام).
(٦) أخرجه البخاري (٦٣١).

<<  <  ج: ص:  >  >>