كتاب الآراء الفقهية المعاصرة المحكوم عليها بالشذوذ في العبادات

المبحث الرابع عشر: وجوب صلاة الجمعة على المسافر - المطلب الرابع: الأدلة والمناقشة، وفيه ثلاث مسائل - ج: 1 - ص: 743

- وأما الصحابة: فقد ثبت عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: (لا جمعة على مسافر) (١)، ويؤيده فعل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقد: (أقام بنيسابور سنة أو سنتين، فكان يصلي ركعتين ثم يسلم، ولا يجمع) (٢)، وفعل عبدالرحمن بن سمرة -رضي الله عنه- كذلك، كما قال الحسن البصري: (كنا معه في بعض بلاد فارس سنتين، وكان لا يجمع، ولا يزيد على ركعتين) (٣) وفي لفظ: (ولا نُجمّع)، قال البيهقي: (هكذا وجدته في كتابي: ولا نُجمّع، بالتشديد ورفع النون)، وترجم لهما ابن أبي شيبة: (من قال: ليس على المسافر جمعة)، وترجم للأخير البيهقي: (باب من لا تلزمه الجمعة).

- وحكاه إبراهيم النخعي عن أصحاب ابن مسعود ولايبعد أن يكون هو رأي ابن مسعود أيضاً (٤)، قال إبراهيم: (كانوا لا يُجمّعون في

---

(١) أخرجه البيهقي في الكبرى (٥٦٣٩)، وقال: (هذا هو الصحيح موقوف)، وقد سبق.
(٢) أخرجه ابن أبي شية (٥١٠٠) وابن المنذر في الأوسط (١٧٣٦)، من طريق عبدالأعلى عن يونس عن الحسن به، وإسناده صحيح، وأخرجه الطبراني في الكبير (٦٨٢) ولفظه: (عن الحسن، أنه قام مع أنس بنيسابور سنتين، فكان يصلي ركعتين ركعتين)، من غير شك ومن غير التجميع، والأول أصح لأن لفظ الطبراني روي من طريق علي بن عبد العزيز، ثنا عارم، ثنا حماد بن زيد، عن أنس بن سيرين، عن الحسن به، وعلي بن عبدالعزيز البغوي سمع من عارم محمد بن الفضل بعد الاختلاط كما ذكر العقيلي في الضعفاء الكبير (٤/ ١٢١).
(٣) أخرجه عبدالرزاق عبدالرزاق (٤٣٥٣) وهذا لفظه، وابن أبي شيبة (٥٠٩٩)، والبيهقي في الكبرى (٥٦٣٩) من طريق يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة، والإسناد صحيح، وله شاهد عند عبدالرزاق (٤٣٥٢) عن هشام بن حسان، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة به.
(٤) روي عن ابن مسعود أنه قال: (ليس على المسلمين جمعة في سفرهم، ولا يوم نفرهم) أخرجه ابن أبي شيبة (٥١٠٣) من طريق وكيع عن إبراهيم بن يزيد [الخوزي وهو متروك] عن عون بن عبدالله عن ابن مسعود به.