للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - ثلاث مرات: حثا بكفيه عن يمينه وعن يساره وبين يديه -، وقليل ما هم» (١)، وجاء عن أبي هريرة موقوفاً: (المكثرون في النار إلا من قال هكذا وهكذا، وأشار بكفيه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، ثم قال: وقليل ما هم) (٢)، فكان أبو هريرة لا يأبه في الدنيا حتى إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: «ألا تسألني من هذه الغنائم التي يسألني أصحابك؟» فقال: أسألك أن تعلمني مما علمك الله … الحديث (٣)، وفي الصحيحين: (كنت امرأً مسكيناً، ألزم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم) (٤).

- ومن المظاهر التي تؤكد ذلك الزهد عند أبي هريرة -رضي الله عنه-، ماروي من أنه لما قدم معاوية يريد الحج، تلقاه أناس من أهل المدينة، فقيل لأبي هريرة: ألا تركب، فتلقى أمير المؤمنين؟ فقال: (إني


(١) أخرجه أحمد (٨٠٨٥) وغيره، من طريق حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة به، وإسناده صحيح، قال المنذري في المجمع (١/ ٥٠): (ورجاله ثقات أثبات)، وهو في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه- بلفظ: «إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيرا، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً».
(٢) أخرجه أحمد في الزهد (٩٩٦) من طريق كثير، حدثنا جعفر، حدثنا يزيد بن الأصم به، ثم قال يزيد: إن لم أكن سمعته من أبي هريرة، وأشار بإصبعيه إلى أذنيه وإلا فصُمّتَا.
(٣) أخرجه أبونعيم في الحلية (١/ ٣٨١) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٧/ ٣٢٨)، حدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن مودود، ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو بكر الحنفي، ثنا عبد الله بن أبي يحيى، قال: سمعت سعيد بن أبي هند، عن أبي هريرة به، ومحمد بن علي إن كان هو محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم أبو بكر المقرئ فالإسناد صحيح، وقد يُتجوز في نسبة الشخص إلى جده كما اشتُهر بذلك أحمد بن حنبل مع أن والده محمد.
(٤) أخرجه البخاري (٧٣٥٤)، ومسلم (٢٤٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>