للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاقبلهما، فسأله الرسول صلي الله تعالي عليه وسلم عن السبب، فقال: إني سمعتك تقول: «لا خير فى الإمارة لرجل مسلم» ، وأنا مسلم، وسمعتك تقول من سأل الصدقة وهو غني عنها، فإنما هي صداع في الرأس، وداء فى القلب، وأنا غنى.

أقاله الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم، ولكن سأله أن يدله علي رجل منهم فدله عليه.

وهكذا نري أن ذلك الوفد كسب من النبي صلي الله تعالي عليه وسلم إيمانا وعلما والله تعالى الهادي.

[قدوم وفد سلامان]

٦٨٦- هذا وقد جاء من الصحراء وفد سلامان يعلن إسلامه، ويشكو حاله، وكان مؤلفا من سبعة رجال فيهم حبيب بن عمرو، وقد أسلموا، وأعلنوا إسلامهم.

وقد أخذوا يسألون النبي صلى الله تعالي عليه وسلم عن الإسلام، وعن حقائقه. وكان من أسئلتهم: ما أفضل الأعمال؟ فقال صلي الله تعالي عليه وسلم- الصلاة فى وقتها- وكانت أفضل الأعمال لأنها تهذب النفس باستمرار إذا أديت فى أوقاتها، فهي تزيل صدأ القلب كلما اشتد في الظهيرة، وإذا أزالته وابتدأ يتراكم في الأصيل كانت صلاة العصر، فإذا تراكم جاءت صلاة العشي حتي ينام طاهرا مطهرا، فإذا جاء الصباح استقبل اليوم في طهارة ونقاء، وعامل الناس بالطهر.

وقد صلي مع النبى صلي الله تعالى عليه وسلم صلاة الظهر والعصر، فكانت صلاة العصر أخف من صلاة الظهر، وقد استأنسوا بالنبي صلي الله تعالي عليه وسلم، فشكوا إليه جدب بلادهم، فقال عليه الصلاة والسلام: «اللهم اسقهم الغيث في دارهم» ، فقال عمرو، لاستئناسه بالرسول صلي الله تعالي عليه وسلم ورفقه: «يا رسول الله ارفع يديك، فإنه أكثر وأطيب» فتبسم عليه الصلاة والسلام، ورفع يديه، حتي بدا بياض إبطيه ...

أقاموا ثلاثة فى ضيافة النبي صلي الله تعالى عليه وسلم، ثم عادوا إلى ديارهم، وقد أعطاهم عليه الصلاة والسلام جوائز، كانت جائزة كل واحد خمس أواقي فضة.

واعتذر بلال عن قلة ما أعطي، وقال: ليس عندنا اليوم مال. فقالوا راضين قانعين: ما أكثر هذا وأطيبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>