للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ما يدبر له في مكة، وما يريدونه منه، وقد انتقلوا من الحرب إلى الاغتيال، وبدا ذلك يوم الرجيع، ثم تبين أنه يبيت لشخصه الكريم في مكة.

فأرسل سرية لتعرف ما في مكة، وتفعل مع أبى سفيان ما كان سيفعله بالنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ، فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ (البقرة- ١٩٤) .

أرسل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري، وكان فارسا فاتكا من فتاك العرب، قد آمن وحسن إسلامه، وسلمة بن أسلم، ليتعرفا أحوال مكة المكرمة، وليصيبا من أبى سفيان.

ذهبا إلى مكة المكرمة وصليا وطافا بالبيت.

وقد علم أهل مكة المكرمة بهما، وكان عمرو كما ذكرنا فاتكا في الجاهلية يخشى بأسه، فتجمعت الجموع لملاقاته، ولكنه تركهم، وقد عرف حالهم وما يدبرون، ولم يتمكن من أحد، وعاد وصاحبه، وقد تمكن هو من قتل الذين كانوا يتبعونه فرادى، فقتل بعضهم، وأسر بعضهم، وأتى بمن أسر للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وكان قد سبقه سلمة بن أسلم.

[بئر معونة:]

٤٤٢- فى نفس هذا الشهر وهو صفر في السنة الرابعة من الهجرة وكان أمر هذه السرية أن أبا براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة قدم المدينة، فعرض عليه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الإسلام ودعاه إليه، ويقول ابن إسحاق «فلم يسلم ولم يبعد عن الإسلام، قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد تدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك. فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إنى أخشى عليهم أهل نجد. قال أبو براء:

أنا لهم جار، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك.

اطمأن النبى الكريم الحريص على تبليغ رسالة ربه، حينما وجد موطنا من موطن التبليغ، وخصوصا عند ما أعلن أبو البراء أنهم في جواره.

اختار النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لإمرتهم المنذر بن عمرو أخا بنى ساعدة، وكانوا كما روى ابن إسحاق أربعين، وكما روى البخارى سبعين. ولنترك الكلمة للبخارى:

<<  <  ج: ص:  >  >>