سلام دون خصام، وياليته اعتبر الإنسان كالحيوان لأنه مع زوال الملكية والعقود الرابطة للعلاقة بين الذكر والأنثى فى الحيوان لم تزل القوة الغالبة والافتراس بين الحيوانات المتحدة فى الجنس والأرومة والمختلفة القوة والقدرة على التسلط والعدوان.
ومهما يكن فقد انتشر ذلك المذهب فى فارس، وضاعت الأنساب، واعتنقه بعض الأكاسرة، وساد وسار مدة حكم هذا الكسرى.
ولكن زال ملكه، قبيل مبعث النبى صلّى الله عليه وسلّم، فانظر كيف تأذّى بهم ما سمّوه حكم العقل.
[البراهمة:]
٧- ولو أننا تجاوزنا فارس إلى ماوراءها من أرض المشرق، فإنا واجدون الهند، وما فيها، وهنالك نجد ديانة تقوم على التفرقة الإنسانية بين الطبقات، فالناس ليسوا سواء فى الحقوق والواجبات، بل يقرر دين البراهمة التفرقة بين الناس من حيث العبادة والزلفى لبراهما، إلههم الأكبر؛ فقد انقسم الناس من حيث مهنهم التى تتوارث، والتى تصير المهنة عندهم أصلا نسبيا ينتقل من الأصول إلى الفروع، ومن الفروع إلى فروعهم فقسموا إلى أربع طبقات:
[طبقات الناس في عقيدة البراهمة في المجتمع الهندي]
[الطبقة الأولي: هى أعلاها وهى طبقة البراهمة]
، وهم رجال الدين الذين يبينون أحكامه، ويزعمون أنهم خلقوا من رأس إلههم (براهما) ولذلك كانوا أعلى الناس، لأنهم خلقوا من أعلى الإله. وهم فى زعمهم خلاصة الجنس البشرى، وعقله المتفكر، ورأسه المدبر، لأن الرأس عنوان ذلك كله، فهم علاوة الجسم.
[الطبقة الثانية: طبقة الجند]
، ويزعمون أنهم خلقوا من مناكب إلههم (براهما) ويديه، وهم لهذا الحماة والغزاة وموطن القوة. ومرتبتهم دون مرتبة البراهمة، وهى تليهم مباشرة.
[الطبقة الثالثة: طبقة الزراع والتجار]
، وهم مخلوقون من ركبتى إلههم، والمسافة بينهم وبين الطبقة السابقة لها كبيرة، وهى قريبة من الطبقة التى تليها مباشرة لتقاربهما فى التكوين والخلق.
[الطبقة الرابعة:]
طبقة الخدم والرقيق، وهؤلاء خلقوا فيما يزعمون من قدمى إلههم فهم أحط الطبقات، وأبعدها، لأنها البعيدة عن رأس (براهما) .
وهناك دون هذه الطبقات طبقة أبناء الزنى والمحرومين أو المنبوذين، والذين يتناولون الأعمال الحقيرة فى المدن، ويسمون من ليسوا من الهنود (أبليج) ومعناها أنجاس، فكل من ليس هنديا نجس.. ويلحق بتلك الطبقة من المنبوذين.