للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وداع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لابنته، ويروى أنه قال لها إنها ستكون أول أهله لحاقا به.

هذا وداع الأب البار لابنته الزهراء سيدة نساء هذه الأمة.

[إنك ميت وإنهم ميتون]

٧٢٠- روى البخارى أن عبد الله بن مسعود دخل على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له: إنك لتوعك وعكا شديدا!! فقال له النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أجل، إنى أوعك كما يوعك الرجلان منكم، قلت إن لك أجرين!! قال عليه الصلاة والسلام نعم: نعم، والذى نفسى بيده، ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله عنه خطايا كما تحط الشجرة ورقها.

وروى عن أبى سعيد الخدرى أنه وضع يده على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال للرسول صلى الله تعالى عليه وسلم إنى لا أستطيع أن أضع يدى عليك لشدة حماك، فقال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: «إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء، كما يضاعف لنا الأجر» .

وروى البخارى فى صحيحه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال فى مرضه: «أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثال فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان فى دينه صلابة شدد عليه» .

أخذ المرض يدب إلى جسم نور الوجود محمد صلى الله تعالى عليه وسلم حتى ضعف، ومن قرابته من يحسب أن ما فيه من ذات الجنب، وكان هذا رأى أقرب أهله إليه العباس وكان من طبهم لذلك أن يلد المريض فى فمه، وقد لدوا رسول الحق صلى الله تعالى عليه وسلم وهو فى غفوة منه، فلما صحا أحس بأثره فى فمه، فأمر بأن يلد من كان فى حضرته واستثنى العباس، ولعله لمكانته من كبر السن، وفعل ذلك مع علمه بأن الذى أمر بلده هو عمه العباس رضى الله تعالى عنه، وقال عليه الصلاة والسلام فى اللد والتخوف من ذات الجنب: «إنها من الشيطان وما كان الله تعالى ليسلطه على» .

اشتد المرض برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ولزم فراشه، فاستأذن نساءه فى أن يمرض فى بيت عائشة وقد روى البخارى خبرها فى ذلك قالت لما ثقل المرض على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واشتد، استأذن أزواجه أن يمرض فى بيتى، فأذن له، فخرج، وهو بين الرجلين تخط رجلاه الأرض بين العباس بن عبد المطلب وبين رجل آخر. ولقد سئل ابن عباس عن الرجل الآخر الذى لم

<<  <  ج: ص:  >  >>