للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان أبو بكر رضى الله عنه خلف النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال له: أنحن ننكشف عنه.

ثم جعل يتناول لحية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو يكلمه مما يدل على جرأته وصلفه وخشونته وعبثه.

وكان المغيرة بن شعبة واقفا على رأس النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو بالحديد، فكلما مد يده إلى لحية النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يقرع يده، ويقول: اكفف يدك عن وجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل ألا تصل إليك- أى تقطع فلا تصل إليك-.

قال عروة الغليظ الجافى للمغيرة بن شعبة: ما أفظك، وما أغلظك؟ فتبسم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

رد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بنحو مما كلم به من سبقوه.

قام عروة بن مسعود الثقفى من عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وقد رأى ما يصنع به أصحابه، وعاد إلى قريش يقول لهم.

«يا معشر قريش، إنى قد جئت كسرى في ملكه، وقيصر في ملكه، والنجاشى في ملكه، وإنى والله ما رأيت ملكا في قوم قط، مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا فروا رأيكم» .

كان كل الرسل الذين يرسلونهم يؤكدون لهم أن محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم ما جاء لقتال، بل جاء حاجا، ويريد أن يصل الرحم التى قطعوها.

[غدر وعفو:]

٥٠٦- غدر من جانب قريش، وعفو من جانب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم، فإنه فى الوقت الذى تأكد لهم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما جاء مقاتلا، لأنه جاء محرما وساق الهدى، ولأنه في الشهر الحرام، ولأنه جاء يطلب المودة، ولا مودة في قتال، فى هذا الوقت فكرت قريش في الاعتداء، فإنه روى عن ابن عباس أنهم بعثوا أربعين أو خمسين رجلا منهم، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ليصيبوا من أصحابه أحدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>