للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبذلك كان تأديب هذه القبائل الأعرابية، وبدت كلمة الإسلام عالية كما هى، وبذلك انتهى المراد من هذه السرية.

[سرية أبي عبيدة]

٥٧٤- فى رجب من السنة الثامنة أرسل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أبا عبيدة فى ثلاثمائة رجل إلى القبلية، على ساحل البحر الأحمر، داعيا إلى الإسلام، ومتعرفا أمر القبائل هناك، وكان فى السرية عمر بن الخطاب.

ولقد أصاب أولئك الصحابة جوع فى الطريق، فلم يجدوا ما يأكلونه حتى أكلوا ورق الشجر.

واشترى قيس بن سعد إبلا ونحرها لهم، وانصرفوا، ولم يلقوا حربا وما جاؤا للحرب، بل للدعوة إلى الإسلام، والعمل على نشره والتعريف به فى وسط القبائل

[سرية أبي قتادة]

٥٧٥- بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فى شعبان من السنة الثامنة أبا قتادة الأنصارى إلى غطفان فى نحو خمسة عشر رجلا.

وغطفان هى القبيلة العنيفة التى عاونت قريشا فى غزوة الخندق، وهى التى همت بأن تعاون اليهود فى خيبر، وكان منها من ناصر جيش الرومان فى مؤتة فسار إليهم هذا العدد القليل. وأمره النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بأن يشن الغارة عليهم، فكان يسير بالليل ويكمن بالنهار، حتى لقيهم فهجم على جمع عظيم منهم، وأحاط بهم، وقاتلهم قتالا شديدا فقتلوا بعضهم، واستاقوا النعم والشاة، وعادوا إلى المدينة المنورة بعد خمس عشرة ليلة، ولا شك أن الغرض من هذه السرية هو تعرف أطراف الجزيرة العربية، والدعوة إلى الإسلام حيثما ساروا، وأينما اتجهوا.

فما كانت هذه السرايا للقتال، ولكن لمعرفة الأراضى الدانية والقاصية والإعلام بالإسلام للدخول فيه طوعا لا كرها.

وقد بعث النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أبا قتادة الأنصارى أيضا إلى أختم على بعد ثلاثة برد من المدينة المنورة، بعثه فى رمضان وكان الغرض من إرسالها تعمية قريش عنه حتى لا تصده إذ كان بعدها فتح مكة المكرمة بليال، أو كانت فى ليلة الثانى عشر من رمضان.

<<  <  ج: ص:  >  >>