لما عادوا إلى بلادهم وجدوها قد أمطرت، وتحروا فرأوا أن ذلك المطر جاءهم في الوقت الذي دعا النبى صلي الله تعالى عليه وسلم.
وكان مجئ ذلك الوفد في صفر من السنة العاشرة.
[وفد غامد]
٦٨٧- جاء هذا الوفد مسلما فى السنة العاشرة، وعددهم عشرة وعندما أقبلوا نزلوا ببقيع الغرقد وانفصلوا منه لمقابلة رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم، وتركوا أحدثهم على ركابهم ليحرسها، وقد قابلوا الرسول صلي الله تعالى عليه وسلم، وعلمهم شرائع الإسلام، وكتب لهم كتابا فيه هذه الشرائع، أي موجزها، كما جاء في خطبة الوداع، فليس تفصيلها. ولكن فيه جملتها خصوصا ما يكون هدما لأمر جاهلى ألفوه، وكانوا له متبعين.
وحدث أن حارسهم الذي هو أحدثهم قد نام عن حراسته، فسرقت عيبة فيها ثياب أحدهم، وفر سارقها، وعندما التقوا بالنبي صلى الله تعالي عليه وسلم أخبرهم بسرقتها، قال لهم: من خلفتم في رحالكم؟ قالوا أحدثنا سنا، قال قد نام عن متاعكم حتي أتي آت فأخذ عيبة أحدكم فقال رجل منهم:
يا رسول الله، ما لأحد من القوم عيبة غيرى. فقال الرسول صلي الله تعالي عليه وسلم، فقد أخذت وردت إلي موضعها.
خرج القوم وعادوا سراعا إلي متاعهم، فوجدوا صاحبهم فسألوه عما أخبرهم به رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم. قال فزعت من نومي ففقدت العيبة فقمت فى طلبها، فإذا رجل قد كان قاعدا، فلما رآني صار يعدو، فعدوت وراءه وانتهيت إلى حيث انتهي، فإذا أثر حفر وإذا هو يخرج العيبة فاستخرجها، فقالوا نشهد أنه رسول الله.
عادوا إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وأخبروه أن الأمر كما أخبر عليه الصلاة والسلام، وجاء الغلام وأسلم وعهد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، إلي أبى بن كعب فعلمهم بعض ما تيسر من القرآن الكريم، بعد أن كتب لهم كتابا بجملة الإسلام وحقائقه.
وقد أجازهم صلوات الله وسلامه عليه، كما كان يجيز غيرهم.