للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خرج القاتلان من عند رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأصاب ابن الطفيل الطاعون، ومات فى بيت امرأة، وقيل مات على فرس، وقد خرج متألما من مرضه، قائلا، أغدة كغدة البعير.

وأما أربد الذى كان يد الغادر، فإنه خرج وحمله بعد عودته إلى بنى عامر، فنزلت عليهما صاعقة فقتلتهما، يروى أنه كان من حديث عامر بن الطفيل إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أنه لما أتى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، خير النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، قائلا أخيرك بين ثلاث خصال:

يكون لك أهل السهل، ولى أهل المدر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء، وهذه رواية البخارى، ويقول البخارى: طعن (أى أصيب بالطاعون) فى بيت امرأة فقال:

أغدة كغدة البكر فى بيت امرأة ائتونى بفرسى أركب، فمات على ظهر فرسه.

وقد ذكرنا شيئا من ذلك من قبل.

وإن الظن أن وفاة عامر بن الطفيل كانت قبل الفتح ولم تكن فى العام التاسع، لأن منطقها يوميء إلى أنها كانت قبل الفتح وتبوك، أى قبل أن يصير السلطان كله فى البلاد العربية للإسلام، سواء فى ذلك من أسلم ومن لم يسلم.

ومهما يكن فإنه لم تكن الوفود بعد الفتح وتبوك كلها مسلمة، بل كان فيهم غيرهم ممن دانوا بالطاعة.

[وفد عبد القيس]

٦٦١- فى الصحيحين البخارى ومسلم أن وفد عبد القيس قدموا على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فبش فى وجوههم، وقال: ممن القوم؟ قالوا: من ربيعة، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم:

مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى.

وقد رحب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بوفد ربيعة، لما كان من التنافس بين ربيعة ومضر، فمجيئهم دليل على أن العصبية الجاهلية خفت صوتها بجوار صوت الإسلام، وصارت تحت قدم الإسلام وهو فوقها.

جاء هذا الوفد مريدا الإسلام مطمئنا إليه، ويريدون أن يعلموا من النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ما يجب عليهم أن يعلموه.

<<  <  ج: ص:  >  >>