للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وصول رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم إلى تبوك وخطبته]

٦٤٣- وصل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بجيش الإيمان إلى تبوك من أرض الشام ولم يلق حربا، لأنه لم يجد جندا من جنود الرومان يحاربهم، وقد عقد عقود ذمة مع بعض النصارى، وأرسل سرايا لمن لم يكونوا فى طريقه، وسنشير إليها.

والآن نذكر أنه عندما وصل إلى تبوك، وقف بجوار نخلة هناك، وألقى خطبة فيها حكمة النبوة وخلق الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم، وهى أجمع الخطب فى الأخلاق، رواها الإمام أحمد رضى الله تعالى عنه، وهذا نص الرواية:

أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، خطب الناس، وهو مسند ظهره إلى نخلة فقال:

ألا تحبون أن أخبركم بخير الناس وشر الناس، إن من خير الناس رجلا عمل فى سبيل الله على ظهر فرسه، أو على ظهر بعيره، أو على قدمه حتى يأتيه الموت، وإن من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله لا يرعوى إلى شيء منه.

وروى البيهقى بسنده لما أصبح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فحمد الله تعالي، وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:

أيها الناس، أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأوثق العرا كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله تعالى، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلال بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتى الجمعة إلا دبرا، ومن الناس من لا يذكر الله تعالى إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل، وخير ما وقر فى القلوب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والشعر من إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المأكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أذرع، والأمر إلى الآخرة، وملاك العمل خواتمه، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق،

<<  <  ج: ص:  >  >>