ولقد كان يزعم ذلك الكذاب المئوف العقل أنه يأتى بمثل القرآن الكريم، فيقول زاعم أن ما يقوله يشبه القرآن الكريم فى سجع سمح، «ولقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسخة نفى. من غير صفات وحشا» .
وقد أخذ من قول النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لهم وليس بشركم، وهى ترمى إلى أنهم جميعا أشرار، وليس هو بشرهم، أخذ من هذا أن محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم أشركه فى رسالته، وأسقط عنهم الصلاة. وهكذا يذهب الضلال فى النفس، وتفعل العصبية الجاهلية فى الإدراك.
وقد قال أفراده إن ذلك الوفد المشئوم، جاء فى السنة العاشرة، حتى عمت الدعوة الإسلامية، ولم يكن لهم مناص من الاتباع، فانحرفوا ذلك الانحراف.
[وفد طيىء]
٦٦٣- قدم وفد طييء، وقد كان الإسلام ابتدأ فيهم قبل حضور هذا الوفد من وقت أن كانت السرية إليهم، وهم قوم فيهم خير. ولم يكن فيهم عناد كثقيف والانحراف فى الفكر كحنيفة واليمامة. كان على رأس الوفد زيد الخيل- الذى سماه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم زيد الخير، وروى أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال فيه:«ما ذكر لى رجل من العرب بفضل ثم جاءنى، إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه» .
وقد عرض رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الإسلام على الوفد، فأسلموا وحسن إسلامهم.
وروى أن زيد الخير قد مات بحمى المدينة المنورة عقب مغادرة الوفد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.
وروى أنه مات بعد ذلك فى خلافة الإمام عمر رضى الله تعالى عنه.
وكان له والدان قد نالا صحبة للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فرضى الله تبارك وتعالى عنه.
وكان له والدان قد نالا صحبة للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فرضى الله تبارك وتعالى عنه.
ولقد أقطعه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أرضين، وكتب له كتابا بذلك، وكان ذلك الإقطاع فيما يظهر إقطاع منفعة، يستخرج المعادن والزيوت، ويزرع ما يصلح للزراعة، وكان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يفعل ذلك فى الأراضى النائية عن المدينة المنورة ليمكن استغلالها، وإخراج ينابيع الثروة فى باطنها، ويقدمون فى ذلك أجرا لها، وقد يكون من غير أجر تأليفا للقلوب النافرة.