[الأماكن التى نزلها، والأدعية التى ذكرها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم]
٧١٢- نهض رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وسار فى الطريق إلي مكة المكرمة بعد إهلاله من ذي الحليفة بالعمرة والحج، أي قارنا وسار في طريقه حتي نزل بذي طوي وصلي بها الصبح.
ثم اغتسل، من يومه، ونهض إلى مكة المكرمة فدخلها من الثنية العليا التي تشرف على الحجون، ثم سار حتي دخل المسجد الحرام واستقبل الكعبة الشريفة، وقال:«اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما ومهابة» .
ويروي أنه كان عند رؤيته البيت الحرام يقول هذا الدعاء:«اللهم أنت السلام ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة» .
ولقد طاف، ولما حاذي الحجر الأسود استلمه، ثم أخذ عن يمينه، وجعل البيت عن يساره، ولما فرغ من طوافه، جاء خلف المقام، وقال «واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى» وصلي ركعتين، والمقام بينه وبين البيت. فلما فرغ من صلاته، أقبل إلي الحجر الأسود فاستلمه مرة أخرى.
ثم اتجه إلي الصفا من الباب الذي يقابله، وقرأ قوله تعالى: إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ، فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما (البقرة) .
بعد السعي، استمر صلى الله تعالى عليه وسلم ممسكا بإحرامه، فلم يتحلل، وفعل مثل من أفرد بالحج، أما من تمتع بالعمرة إلي الحج، وكان مهلا بالعمرة فقط فإنه تحلل، واستمر متحللا، حتى نوي الحج من بعد ذلك.
استمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على إحرامه، حتي تحلل يوم النحر، والذين كانوا معه ولم يسوقوا الهدي، وقد أهلوا بالعمرة تحللوا بعد طوافها حتي إذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أهلوا بالحج، وصاروا فى إحرام، حتى تحللوا يوم النحر.
ثم اتجه صلى الله تعالى عليه وسلم إلي مني، ومعه من صحبه من المسلمين، ومنهم من كان يلبي، ومنهم من كان يكبر، والنبي صلى الله تعالى عليه وسلم لم ينه أحدا.
وقد صلي عليه الصلاة والسلام بالمسلمين في مني صلاة الظهر والعصر وجمع بينهما جمع تقديم في وقت الظهر، وقد سار من بعد ذلك إلي عرفة.