للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنبى عليه الصلاة والسلام يغضى عن سيئاتهم، ويستغفر لهم رجاء أن يهداهم الله، فيبين الله تعالى لنبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم، أن النفاق إذا استمكن فى النفس، غلق باب الهداية، وكان حجابا كثيفا لا يصل إليه النور قط: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ، إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً، فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ، ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (التوبة)

وإن من جهاد النفاق أن يحتاط النبى صلى الله تعالى عليه وسلم والمخلصون للجيش الإسلامى، فلا يمكنوا أحدا من المنافقين من الدخول فيه، لأنهم يلقون فيه بروح الهزيمة والفشل، ولذلك قال سبحانه:

فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ، فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ، فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً، وَلَنْ تُقاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا، إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ، فَاقْعُدُوا مَعَ الْخالِفِينَ (التوبة) هذا أمر قاطع لخير خلق الله تعالى فى هذا الوجود الإنسانى، وقد أمر سبحانه وتعالى كشفا لأمرهم وجزاء لهم بما ارتكبوا فى الدنيا، بمنع الصلاة عليهم، فقال تعالى: وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً، وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ، إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ (التوبة)

وقد بين سبحانه وتعالى أن الرضا بالشر، إذا توالى طبع الله تعالى على قلب صاحبه، فأصبح غير قابل لأن ينفذ نور الإيمان إليه، ولذلك قال تعالي رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ، وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ؛ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (التوبة)

وقد ذكر سبحانه وتعالى من بعد ذلك جهاد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم والذين جاهدوا معه، فبين أن لهم الخيرات، وأنهم الفائزون، وأنه سبحانه أعد لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها.

[أعذار النفاق:]

٧٠٤- أعذار النفاق دائما واهية، لأنه لا عذر لهم، فهم ينتحلونها، وكان النفاق ابتداء فى المدينة المنورة عندما دخلها الإسلام، ووجد نفاق فى الأعراب عندما عم الإسلام، فهو يتسع باتساع عموم الإسلام وشموله، لأن النفاق يكون إذا كان كفر مع وجود قوة للحق، ولم يخرج الأعراب الذين كانوا يحيطون بالرومان، لم يخرجوا كلهم للحرب فى تبوك، ولذلك قال تعالي: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (التوبة)

<<  <  ج: ص:  >  >>