للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذ أولئك أخذا، وسيقوا إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وكانوا قد رموا المعسكر بالحجارة والنبل، وكان للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم أن يأخذهم رهائن أو نحو ذلك. ولكن الرسول الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم قد عفا عنهم.

[رسول النبى صلى الله تعالى عليه وسلم:]

٥٠٧- كانت الرسل يجيئون إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم من قبلهم، ومنهم من ينقل الأمر كما هو، وربما كان منهم من يحرف في القول، والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم يريد أن يوجه الخطاب إليهم برسول يرسله إليهم، يتعرف أحوالهم وما تطويه نفوسهم، وما يقدر عليه ويفعله من بعد ذلك يكون عن بينة.

اتجه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلى الفاروق عمر بن الخطاب، وهو نعم الرسول، وقد كان في الجاهلية يقوم ببعض أعمال السفارة بين القبائل، وبين العرب وغيرهم، ولكن عمر ببطشه وقوته على الشرك، كان يعمل حساب لقائه معهم، وقد يحبسونه، فلا يؤدى حق السفارة التى اختاره لها النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ولذا قال غير راد لأمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولكن يعرض الأمر عليه، قال: يا رسول الله، إنى أخاف قريشا على نفسى، وليس بمكة من بنى عدى بن كعب أحد يمنعنى، وقد عرفت قريش عداوتى إياها، وغلظتى عليها، ولكن أدلك على رجل أعز بها منى، عثمان بن عفان، فدعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عثمان بن عفان، فبعثه إلى أشراف قريش، وأبى سفيان، يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وإنما جاء زائرا لهذا البيت معظما لحرمته.

ذهب عثمان إلى مكة المكرمة للقيام بهذه السفارة، وهو الرجل الذى لا عنف فيه، وهو أموى له عصبة من بنى أمية تمنعه وتجيره.

وقد التقى أوّل ما التقى بأبان بن سعيد بن العاص الأموى حين دخل مكة المكرمة أو قبل أن يدخلها، وهو في طريقه إليها، فلقيه لقاء المحبة بسبب الرحم، ولأن عثمان رضى الله عنه كان رفيقا ودودا، وحمله بين يديه، وأجاره، بأن جعله في جواره، وذلك يوجب عليه حمايته، واستمر في جواره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.

انطلق عثمان، حتى أتى أبا سفيان وعظاماء قريش، فبلغهم رسالة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وسلمها إليهم، وأنه ما جاء للقتال، وإنما جاء زائرا للبيت معظما لحرمته.

<<  <  ج: ص:  >  >>