للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ. وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ، إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلى فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.

وتحيزوا إلى فئة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فدخلوا فى استثناء الآية، ولم يدخلوا فى موضع نهيها.

[نتيجة الغزوة]

٥٧٢- انتهت هذه الغزوة بنجاة الجيش الإسلامى من أن يقع فريسة لجيش الكفر، المتكاثف، وحسب ذلك نصرا مبينا، وإن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أدرك قبلها نتيجة المعركة، فإنه عندما علم أن خالدا تولى القيادة، وحمل الراية قال: تولى الراية سيف من سيوف الله يفتح الله تعالى عليه، وما كانت لتسمى النتيجة فتحالو كانت النهاية أن يرضى الجيش من الغنيمة بالإياب.

ولقد قال بعض كتاب السيرة أن النتيجة كانت السلامة، ولم تكن نصرا.

ولكنا نقول أنها كانت نصرا لأسباب:

منها أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم سماها فتحا، وسمى الذين عادوا إلى المدينة المنورة كرارا.

ومنها أن المسلمين ساقوا غنائم ولم يؤخذ منهم شيء.

ومنها أن قتلى المؤمنين كانوا اثنى عشر، وقتلاهم لا تحصى عددا، فقتلى المسلمين كانوا أقل عددا، وفيها كان النصر المؤزر، وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله تعالى هى العليا.

ولقد قال فى ذلك الحافظ ابن كثير فى تاريخه: «هذا عظيم جدا، أن يتقاتل جيشان متعاديان فى الدين أحدهما وهو القلة التى تقاتل، فى سبيل الله وعدتها ثلاثة آلاف، وأخرى كافرة، وعدتها مائتا ألف مقاتل، من الروم مائة ألف، ومن النصارى العرب مائة ألف، يتبارزون ويتصاولون، ثم مع هذا كله لا يقتل من المسلمين إلا اثنا عشر، وقد قتل من المشركين خلق كثير، هذا خالد وحده يقول: لقد اندقت فى يدى تسعة أسياف وما بقيت فى يدى إلا صفحة يمانية، فماذا ترى قد قتل بهذه الأسياف كلها.

دع غيره من الأبطال الشجعان من حملة القرآن الكريم وقد تحكموا فى عبدة الصلبان، عليهم لعنة الرحمن ذلك الزمان وفى كل أوان، وهذا مما يدخل فى قول الله تعالى: «قد كان لكم آية فى

<<  <  ج: ص:  >  >>