للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ، لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ، لا تَخافُونَ، فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا، فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ، وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً، يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ، فَاسْتَغْلَظَ، فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ، يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً.

[حكم شرعى فى عمرة القضاء]

٥٦٥- كانت عمارة بنت سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب تقيم فى مكة المكرمة مع أمها سلمى بنت عميس. وذلك أن بعض القرشيين مع إرسالهم حويطبا إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، يطلبون منه الخروج، أتوا عليا، فقالوا: قل لصاحبك اخرج عنا فقد مضى الأجل.

ولما خرج النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، ومعه على رضى الله عنه- تبعته عمارة هذه ابنة سيد الشهداء تنادى: يا عم، يا عم، فتناولها على، فأخذها بيده، وقال لفاطمة الزهراء: دونك ابنة عمك لحمايتها.

ثم قال لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «علام نترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهرانى المشركين» فلم ينه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم عن إخراجها معهم.

ثم تنازع فيها إليه ثلاثة، ولكل واحد منهم صلة خاصة بها. وكل يدعى أنه أحق بها من غيره تنازعها زيد بن حارثة، وعلى بن أبى طالب، وجعفر بن أبى طالب.

وحجة زيد التى يدلى بها أن حمزة كان أخاه فى المؤاخاة، فقد آخى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم بين زيد وحمزة، فطالب بها على أنه أولى الناس بها، لأنه وصيها، وابنة أخيه فى الإخاء.

وطالب بها على لأنها ابنة عمه، فهو أولى بها، وهو الذى أخرجها من المشركين فله ولاؤها وولايتها.

وطالب بها جعفر، لأنها ابنة عمه، ولأن خالتها زوجه، وهى أسماء بنت عميس.

وتحاكم الثلاثة إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، فحكم لجعفر، وقال: أما أنت يا زيد فمولى الله تعالى ومولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وأما أنت يا على فتشبه خلقى وخلقى، وأنت يا جعفر أولى بها تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها، ولا على عمتها، فقضى بها لجعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>