للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعروف المعقول لا المنكر عقلا وشرعا، فليعتبر أولئك الذين يقتلون ويرتكبون أشد المنكرات باسم الطاعة، فبذلك تضيع الأمم والجماعات، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[سرية على بن أبى طالب لهدم صنم طيئ:]

٦٣٨- بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عليا فى خمسين ومائة رجل من الأنصار على مائة بعير، وخمسين فرسا ومعه راية سوداء، ولواء أبيض إلى الفلس، وهو صنم طييء ليهدمه، فشنوا الغارة على محلة حاتم، وكان بعث على فى ربيع الثانى سنة تسع من الهجرة.

ذهب على بجيشه الأنصارى فهدم الصنم، وكان القتال مع الفجر، وفروا أمام جيش المسلمين بقيادة المجاهد على، وتركوا نساءهم وأموالهم.

فسبوا النساء، وأخذوا النعم والشاء وفى السبى أخت عدى بن حاتم أى بنت حاتم الطائى، وفر عدى إلى الشام وكان نصرانيا، وقد وجدوا فى خزانة عدى ثلاثة أسياف، وثلاثة أدرع.

وقد أقام عليّ على السبى أبا قتادة، وعلى الماشية والفضة عبد الله بن عتيك وقسم الغنائم فى الطريق، وجعل السقى لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولم يقسم السبايا حتى أتى بهم المدينة المنورة وليس فيهم عدى بن حاتم.

ولقد جاءت ابنة حاتم الطائى، فقالت: يا رسول الله لقد غاب الوافد، وانقطع الوالد، وأنا عجوز كبيرة ما بى من خدمة فمنّ على منّ الله عليك، إن رأيت أن تخلى عنى، ولا تشمت بنا أحياء العرب فإنى ابنة سيد قومى، وإن أبى كان يحمى الذمار، ويفك العانى، ويشبع الجائع، ويكسو العارى ويقرى الضيف، ويطعم الطعام، ويفشى السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة حاتم طييء.

رق النبى صلى الله تعالى عليه وسلم لحالها، وذكر بالخير أباها إيناسا لها، وتخفيفا لفزعها، فقال لها: «يا جارية هذه صفات المؤمنين، ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق» .

ويروى أنها قالت داعية للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم: اللهم لا تجعل حاجتك إلا عند كريم.

ولما التقت مع أخيها عدى بن حاتم حثته على الإسلام. فقالت عن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم: لقد فعل فعلة ما كان أبوك يفعلها، ائته راغبا أو راهبا، لقد أتاه فلان فأصاب منه وأتاه فلان فأصاب منه، وبذلك كانت هى السبيل لإسلام أخيها، وتسليم نفسه للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم. فأتى النبى

<<  <  ج: ص:  >  >>