للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[عين من اليهود حول أطم آل النبى:]

٤٦٦- كانت صفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلي الله تعالى عليه وسلم في أطم (حصن) لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه، ولم يكن محاربا، فكان من الصبيان والنساء، ولم يكن الحجاب قد نزل، قالت صفية، فمر بنا رجل من يهود، فجعل يطيف بالحصن، وقد حاربت قريظة، وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم، فعلمت ابنة عبد المطلب من أنه يطيف بمساكن الذراري والنساء، ومن أن قريظة قطعت ما بينها وبين النبي صلي الله تعالى عليه وسلم، أن هذا الرجل عين علي المسلمين، ويريد عورات النبي صلي الله تعالى عليه وسلم.

قالت السيدة صفية لحسان الشاعر، ليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا، إن أتانا آت، وإن هذا اليهودي يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل علي عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل عنا رسول الله صلي الله تعالى عليه وسلم، وأصحابه، فانزل إليه فاقتله: قال حسان: يغفر الله لك يا بنة عبد المطلب، والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. ولما لم أر عنده شيئا احتجزت (أي شدت وسطها) ثم أخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود، حتي قتلته، فلما فرغت منه ورجعت إلي الحصن، فقلت: يا حسان انزل إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل، فقال: مالى بسلبه من حاجة يا بنة عبد المطلب.

وقد ذكرنا هذه القصة لا لنثبت شجاعة أخت حمزة أسد الله، ولا لحال حسان رضي الله عنه، ولكن ذكرناها، لنعلم منها كيف كان اليهود حريصين علي أن يأتوا دور النبي والصحابة في غيبتهم.

[الجيشان:]

٤٦٧- تلاقي الجيشان: يعتز جيش الشرك بكثرة العدد وكثرة العدة، وأنه من جميع العرب، ويعتز بأنه استطاع بمحالفته لبني قريظة أن يحيط بالمدينة، وأنه يستطيع الانقضاض عليها من طريق حلفائه، ولكن لم يتنبه بأن فيه ضعفا، بتفرق كلمته، إذ أن تعدد القواد، لا يوجد كلمة قيادة موحدة تحسن الهجوم الموحد، وبذلك لا تغني عنهم كثرتهم شيئا، لأن الكثرة المتفرقة خير منها القلة المتحدة، المتالفة المتازرة، وهذا عيب ذاتي في أصل تكوين الجيش من أحزاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>