للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفر فى هذه الهزيمة كبيرهم وقائدهم الذى كان يحثهم على أن يضربوا ضربة رجل واحد، وهو مالك بن عوف، فروا فرارا حتى دخلوا حصن الطائف. وفريق آخر منهم فروا إلى أوطاس، فأرسل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم سرية لهم، سنذكر أمرها إن شاء الله.

وأخذ الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه يجمعون الغنائم من السبايا والأموال، وغيرها مما أفاء الله تعالى به عليهم. ولقد حدث ابن إسحاق بسنده أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو يبحث بقايا المعركة من غنائم، وآثار انهزام، رأى امرأة مقتولة، قالوا إن خالد بن الوليد قتلها، ويظهر أنها ممن كن خلف المقاتلين، ليدفعوهم للقتال، كما دبر مالك بن عوف، وحذره منه دريد بن الصمة لما رأى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ذلك قال مستنكرا: ما كانت هذه لتقاتل. وقال لبعض من حوله: الحق خالدا فقل له لا تقتلن ذرية وعسيفا.

ولم يذكر خالد فى هذه المعركة إلا فى هذا الموضع منها. ورضى الله عن عمر إذ قال عندما عزله عن قيادة الجيش فى الشام: «إن فى سيف خالد لرهقا» .

[أوطاس:]

٦٢٤- انهزمت هوازن هزيمة ساحقة، ففروا إلى الطائف، وتجمعوا للقاء النبى صلى الله تعالى عليه وسلم هنالك متجمعين.

وتوجه فريق آخر نحو أوطاس، وعسكر بها، وتوجه بعضهم نحو نخلة، وكانوا عددا فتبعت الجميع خيل المسلمين، وكان ممن أدركوه دريد بن الصمة صاحب رأيهم، ومن يصدرون عنه، ولما خالف مالك بن عوف رأيه كانت الفضيحة التى قدرها ونبه إليها دريد بن الصمة، إذ سبيت النساء، ولم يكن فى إخراجهن فائدة بل فضيحة، اضطرتهم صاغرين للاجتماع عند محمد صلى الله تعالى عليه وسلم.

ولقد قال ابن إسحاق: بعث النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فى آثارهم أبا عامر الأشعرى فأدرك هو ومن معه بعض من انهزم، فناوشوه القتال، فرمى أبو عامر الأشعرى فقتل، وقد كانوا يحسنون الرمى، وهو الذى حمل الراية فى أول يوم حنين.

وقد حمل الراية من بعده ابن عمه أبو موسى الأشعرى فقاتلهم، ففتح الله تعالى عليه أوطاس وانتصر عليهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>