الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلق الله، وعلى أصحابه الذين اتبعوا هداه.
أما بعد، فهذا هو الجزء الثانى من السيرة الطاهرة سيرة خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد صلى الله تعالى عليه وسلم. وفيه ابتداء قيام الدولة الإسلامية التى منّ الله تعالى بها على عباده المؤمنين الذين استضعفوا، ثم مكن الله تعالى لهم فيها، وصاروا الأئمة والهداة، وبدلهم بها من الضعف قوة ومن الذلة عزة بعزة الله، وقد أذن فيها بالجهاد، وتعددت ضروبه، فجهاد للنفس، وجهاد للشرك، وجهاد لليهود، وجهاد للنفاق، وجعل الله تعالى كلمة الله والحق هى العليا.
وإنه ينتهى بانتهاء الجهاد مع المشركين ووقف أذى قريش، والصلح معهم في الحديبية الذى عده الله تعالى فتحا مبينا.
والله تعالى هو الموفق والهادى إلى طيب القول وصراط العزيز الحميد.. كتب الله لنا التوفيق.