ذاك، وإننا نرى أن الإشارة بعيدة أو أن الدلالة يعسر إدراكها على وجه يقينى، وحسبنا ما مضى من نقول ففيها ما يكفى.
[محمد فى الإنجيل:]
٥٤- جاءت البشارة بمحمد صلّى الله عليه وسلّم فى الأناجيل أوضح إشارة منها فى التوراة، ولنضرب لذلك بعض الأمثال:
(أ) جاء فى الإصحاح الثالث والعشرين من إنجيل متى على لسان المسيح يخاطب بنى إسرائيل:
«هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا، لأنى أقول لكم، إنكم لا تروننى من الان حتى تقولوا مبارك الاتى باسم الرب» فهو يدل على أن هناك من يأتى بعده مباركا باسم الرب، ولم يأت بعده إلا محمد عليه الصلاة والسلام.
(ب) وفى الإصحاح الحادى والعشرين من هذا الإنجيل على لسان السيد المسيح ما نصه:
«لذلك أقول لكم، إن ملكوت الله ينزع منكم، ويعطى لأمة تعمل أثماره ومن سقط على هذا الحجر يترضض، ومن سقط هو عليه يسحقه» .
(ج) وجاء فى إنجيل يوحنا فى الإصحاح الأول حديث يوحنا مع الكهنة فى اللاويين، إذ سألوه:
من أنت، فاعترف ولم ينكر، وقال: إنى لست أنا المسيح، إذن ماذا! أأنت إيليا، فقال: لا. قالوا: أأنت النبى! فأجاب: لا. فقالوا له: من أنت لنعطى جوابا لمن أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك؟ قال: أنا صوت صارخ فى البرية.
ولا شك أنه كان تنبؤ عن نبى ليس هو المسيح ولا هو نبيا، فمن يكون هو غير محمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
(د) وجاء فى الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا الذى صرح بألوهية المسيح فيما يزعمون، جاء فيه على لسان المسيح، «إنه خير لكم أن أنطلق لأنى إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم، ومتى جاء إليكم يبكت العالم على خطيئته وعلى بره، وعلى دينونة الله، فأما على خطيئته فلأنهم لا يؤمنون به، وأما على بره فلأنى ذاهب إلى أبى ولا تروننى أيضا، وأما على دينونة الله، فلأن رئيس هذا العالم قد دين، وأن لدى أمورا كثيرة أقولها لكم، ولكن لا تستطيعون أن تتحملوها الان، وإنما متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشد كم إلى الحق جميعه، لأنه لا يتكلم عن نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور اتية، وذاك يمجدنى لأنه يأخذ مما لى ويخبركم، وبعد قليل لا تبصروننى» .