كذلك كان الجيش فيه الطلقاء، الذين قال لهم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم «اذهبوا فأنتم الطلقاء» ، وفيه ضعاف الإيمان الذين كانت تحدثهم نفوسهم بأن ينقلبوا على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، كما قال أبو سفيان فقال له النبى صلى الله تعالى عليه وسلم «إذن ليخزينك الله» وفيهم من هم باغتيال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وكشف الله تعالى سره، وفيهم والمعركة دائرة بين الجيشين فى حنين من هم بأن يقتل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم.
وفيه كثيرون من الأعراب الذين أسلموا ولم يؤمنوا، فكان جيش الإسلام ولم يكن جيش الإيمان، ألم تر أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد أعطى من غنائم حنين طائفة من كبار قريش أموالا كثيرة، ليتألف قلوبهم كأبى سفيان بن حرب، وابنه معاوية، وإن التأليف إلى الإسلام دليل على ضعف الإيمان، لأنه يتألف قلوبا للإيمان.
وإن الهزيمة لم تكن من أهل الإيمان الأولين الذين بايعوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يوم الحديبية، بل نادى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم والمعركة عنيفة بينه وبين هوازن المهاجرين والأنصار، فجاء منهم مائة حولوا الهزيمة إلى نصر، ولم يثبت مع النبى صلى الله تعالى عليه وسلم إلا عشرة هم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعلى بن أبى طالب، والعباس الذى أسلم عقب بدر، وأبو سفيان بن الحارث ابن عم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، والفضل بن العباس، وجعفر بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وأسامة بن زيد، وأيمن بن أم أيمن. فأين خالد وعمرو بن العاص؟.
والآية صريحة فى أن الله ألقى السكينة والثبات على النبى صلى الله تعالى عليه وسلم والمؤمنين، فهم الذين ثبتوا بعد أن اضطربت الصفوف بين الذين لم تكن لهم خبرة بلقاء أهل الإيمان وأهله، ولقد دعا رسول الله المؤمنين من المهاجرين والأنصار، فلبوا النداء. وسارع منهم مائة، فقلبوا الهزيمة لقاء، ثم نصرا بتأييد الله تعالى.
[ابتداء المعركة:]
٦٢٠- قلنا أنه لم يكن من بين القوى العربية فى البلاد من له قوة وشوكة بعد مكة المكرمة وقريش إلا هوازن فاعتزم أن يعمل لإسلامهم، بينما هوازن يفكرون فى حرب النبى صلى الله تعالى عليه وسلم اتقاء لأنفسهم، ومنعا من دخول الإسلام إليهم، أو هجوم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم عليهم، وما كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم يهاجم الآمنين ولكن يرد كيد من يدبرون له حربا، أو يريدون كيدا.