عنه عند ما قال له بعض أصحابه: أفلا أجهزت عليه، قال: إنه استقبلنى بعورته، فعطفنى عليه الرحم، وعلمت أن الله قد قتله.
لا نقول قابلوا بين على ومن حرض العبد، فإن تلك بطولة على، وهذه أخلاق العبيد. توالى القتلى من حملة لواء المشركين، حتى حملته امرأة.
وصناديد الجيش الإسلامى حتى بعد مقتل حمزة بالخيانة والغيلة والغدر مستمرون في الضرب فى اهتداء، وقد شقوا صفوفهم، كما تشق السكين الكمثرى، وأداروها رحى في صفوفهم، وهم يفرون تاركين أموالهم وعتادهم ومع كثير مما يغنم.
[الغنائم القاتلة:]
٤٢٣- تفرق معسكر الشرك، وفر من فر منهم، ولم تغن عنهم كثرتهم شيئا، ولم ينالوا خيرا، ولكنهم لم يسحقوا، ولم يثخنوا وكانوا يفرون فرارا، والعدد لجب كبير، وفيهم قوة الخيل قوة خالد بن الوليد، وقوة عكرمة بن أبى جهل، ومع كل منهم مائة فارس، قد أعدوا العدة، لينقضوا إن وجدوا الفرصة، وكلاهما ذو بصر أريب يدفعه الثأر والحمية.
غر الأمر طلاب الغنائم، وبينما على والزبير، وسعد بن أبى وقاص، وصناديد الأنصار يقصمون ظهور المشركين، حتى حملوهم على أن يتركوا متاعهم، أخذ هؤلاء من وراء أولئك يجمعون الغنائم، ويأخذون الأسلاب، ويتركون أبا دجانة يفلق الهام، ولا يحمون ظهور المؤمنين، والطمع يغرى بالطمع، والمال يغوى ويضل.
ولقد وصف ابن إسحاق المعركة قبل التسابق على الغنائم فقال: أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده، وحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر، وكانت الهزيمة لا شك فيها.
ويقول البطل الزبير بن العوام:«ولقد رأيتنى أنظر إلى خدم هند وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير» .
أخذ ناس يجمعون الغنائم، ورأى الرماة الغنائم تكثر، ويتسابق إليها من يريدونها، فتركوا حماية ظهور المؤمنين، ونضح الخيل بالنبال، وأمر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، بألا يتركوا أماكنهم سواء أكان القتل للمؤمنين أم كان على المؤمنين، لأنه لا يريد أن يحيط جيش المشركين الكثير بجيش المؤمنين الذى لم يصل في العدد إلى ربعه.