للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى عن ابن عباس أنه كان فيما دعا به النبى صلى الله تعالى عليه وسلم فى حجة الوداع.

«اللهم إنك تسمع كلامى، وترى مكانى، وتعلم سرى وعلانيتى، ولا يخفى عليك شيء من أمرى، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير، الوجل المشفق، المعترف بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل ابتهال الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عبرته، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه، اللهم لا تجعلنى بدعائك رب شقيا، وكن بى رؤوفا رحيما، يا خير المسئولين» .

وروى أبو داود الطيالسى فى سنده عن ابن عباس قال: رأيت أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة، فأكثر الدعاء فأوحى إليه أنى قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضا، وأما ذنوبهم فيما بينى وبينهم فقد غفرتها، فقال: يا رب إنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيرا من مظلمته. وتغفر لهذا الظالم. فلم يجب تلك العشية.

هذه أخبار عن أدعية النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، وهى سامية فى معناها، وقد رويت، وفى بعض رجالها ضعف عند رجال الحديث والله سبحانه وتعالى أعلم.

[العودة إلى المدينة المنورة]

٧١٥- عاد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى المدينة المنورة بعد أن أدى مناسك الحج، وبينها للناس، وفى أثناء عودته عند غدير خم وهو قريب من الجحفة، وصله شكوى الشكاة من على كرم الله وجهه فى الجنة.

ويقول الحافظ ابن كثير إنه خطب فى اليوم الثامن عشر من ذى الحجة، خطبة عظيمة وكان بغدير خم تحت شجرة هناك فبين فيها أشياء كثيرة، وذكر من عدل على رضى الله تعالى عنه وأمانته وقربه إليه ما أزاح به ما كان فى نفوس كثيرة من نفوس كثيرين من الناس عنه.

لقد أقبل أهل اليمن يشكون عليا من شدته فى منع ركوب إبل الصدقة، وتوزيع حلل البز فى غيبته، ونزعها منهم.

فجاء فى خطبة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ما وافق فيه على مسلك على كرم الله وجهه فى الجنة، فقال: أيها الناس، لا تشكو عليا، فوالله إنه لأخشى فى ذات الله من أن يشكى.

وفى بعض الروايات الصحيحة أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أخذ بيد على، فأقامه عن يمينه، وقال: ألست أولى من كل امريء من نفسه، قالوا بلى، قال فإن هذا مولى أنا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.

<<  <  ج: ص:  >  >>